منذ 21 مارس الماضي وإلى حدود زوال اليوم الجمعة تم بجهة درعة تافيلالت تسجيل 24 حالة إصابة بفيروس "كوفيد 19" المستجد، همت جميع أقاليم الجهة بدون استثناء، وذلك بعد إعلان تسجيل أربع حالات إصابة جديدة صباح اليوم بمدينة ورزازات. هذا وتتصدر مدينة الريش الواقعة بالنفوذ الترابي لإقليم ميدلت قائمة الإصابات، إذ سجلت بها 12 حالة، فيما سجلت أربع حالات بمدينة أرفود بإقليمالرشيدية، وأربع حالات بمدينة ورزازات، وثلاث حالات بدائرة أكدز إقليم زاكورة، وحالة واحدة بمدينة قلعة مكونةإقليم تنغير. وحسب المعطيات التي حصلت عليها جريدة هسبريس من مصادر مسؤولة فإن الحالات المسجلة بالريش أغلبها وافدة من إيطاليا، فيما الحالات الأربع المسجلة بمدينة أرفود محلية، قد تكون إحداها لها علاقة في وقت سابق مع السياح الذين زاروا المنطقة قبل إغلاق المغرب حدوده الجوية والبحرية؛ فيما الحالات الثلاث بأكدز اثنتان منها لشخصين قادمين من فرنسا، وحالة واحدة اختلطت مع أحد العائدين من الديار الفرنسية. وأضافت المعطيات نفسها أن الحالات الأربع المسجلة بمدينة ورزازات محلية وليست لها علاقة بالخارج، كما هو شأن الحالة الوحيدة المسجلة بمدينة قلعة مكونة. ومن أجل محاصرة الوباء في المناطق التي عرفت تسجيل بعض الحالات بأقاليم الجهة، أكد مصدر مسؤول بولاية جهة درعة تافيلالت أن السلطات العمومية وبمجرد إعلان تسجيل حالة من الحالات المؤكدة تقوم بتطويق المكان الذي ظهرت فيه، مشيرا إلى أن الوباء بالجهة يمكن القول إنه تحت السيطرة، فقط يجب على المواطنين الالتزام بحالة الطوارئ الصحية والبقاء في منازلهم، إلى حين الإعلان بشكل رسمي إنهاء خطر الوباء. المصدر ذاته أكد في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن استجابة ساكنة الجهة لحالة الطوارئ الصحية التي أعلنتها السلطات الحكومية في البلاد من بين الأسباب الإيجابية التي أنقذت الجهة إلى حدود اليوم من تفشي الوباء، مشيرا إلى أن السلطات الصحية المختصة تقوم كل ما تم تسجيل حالة بحصر لائحة المخالطين لوضعهم في الحجر الصحي لتفادي نقل العدوى، وموضحا أن الجهة تسير في الطريق الصحيح، التي يمكن من خلالها التصدي للوباء؛ كما دعا المواطنين إلى البقاء في بيوتهم إلى حين عودة الأمور إلى طبيعتها. مصدر طبي مسؤول بجهة درعة تافيلالت أكد أن هناك مجهودات تبذل من طرف الأطقم الطبية والتمريضية في جميع أقاليم الجهة من أجل محاصرة هذا الوباء، إلى جانب التدابير المتخذة من طرف السلطات العمومية تحت إشراف مباشر من عمال الأقاليم، موضحا أن الوضع الوبائي في الجهة تحت السيطرة، والدليل على ذلك الحالات المسجلة بالجهة التي وصلت فقط 24، مع العلم أنها من الجهات التي تشتهر بتوافد السياح الأجانب. وأضاف المصدر نفسه، في تصريج للجريدة، أن المجهودات التي تبذل من طرف السلطات العمومية والصحية في الجهة كبيرة، داعيا المواطنين إلى التزام بيوتهم تنفيذا لقرار حالة الطوارئ الصحية، من أجل هذا الوطن ومن أجل العاملين في الشوارع والمستشفيات للحد من تفشي الوباء، مؤكدا أن على كل من ظهرت عليه أعراض غير عادية أن يتصل بالرقم 141 أو الوقاية المدنية أو أرقام الهواتف التي يتم إظهارها في وسائل الإعلام، من أجل إخضاعه للتحاليل المخبرية، والابتعاد عن أفراد العائلة أكبر قدر ممكن، بتعبيره. ونصح المسؤول الطبي نفسه المواطنين والمواطنات بضرورة الالتزام بقواعد النظافة والسلامة الصحية، والالتزام بحالة الطوارئ الصحية 24 ساعة على 24 ساعة، إذ تعتبر الوسيلة الناجعة في وضع فيروس "كورونا" المستجد تحت السيطرة. إسماعيل ماشيشي، فاعل جمعوي من مدينة تنغير، شكر ساكنة الجهة على تجاوبها الكبير مع حالة الطوارئ الصحية التي أعلنتها السلطات المغربية بكل وطنية ومسؤولية، مؤكدا أن الظرفية الحالية التي تعرفها بلادنا تستوجب منها جميعا تطبيق التعليمات الصادرة عن الجهات المختصة والبقاء في بيوتنا للمساهمة في وضع نهاية لهذا الوباء الخطير. وأضاف ماشيشي في تصريح لهسبريس، أن ساكنة الأقاليم الخمسة وبدون استثناء يجب أن تلازم بيوتها من أجل تفادي انتشار العدوى بين الأصدقاء والأقارب والأسر، مؤكدا أن المساعدة التي يمكن تقديمها للسلطات العمومية والصحية المتواجد ليلا ونهارا في الشوارع والمستشفيات هي البقاء في المنازل، وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، مثل التسوق أو شراء الدواء. وذكر ماشيشي أن نتائج التحاليل المخبرية السلبية التي يتم إعلانها في الجهة من حين إلى آخر تزرع الأمل في نفوس المواطنين، مشيرا إلى أن الجهة وإلى حدود اليوم عرفت تسجيل 24 حالة فقط، وزاد: موضحا: "هذه الحصيلة المسجلة في الجهة نتفاءل بها خيرا، خاصة أن المرضى في حالة صحية جيدة"، مختتما: "أطلب من الجميع البقاء في البيوت للتغلب على هذا الوباء الذي سنحاربه بإغلاق أبواب المنازل".