يتساءل المتتبعون كثيرا هذه الأيام عن الأسباب الحقيقة الكامنة وراء ما أصبح عليه واقع الحال بالنسبة لساحة الأمل بأكادير، التي دخلت في مرحلة خطيرة من الاحتضار الطويل الأمد. والله وحده العليم متى سينعم عليها أصحاب قرار تسيير الشأن المحلي بأكادير بقسط من مداخليها الذاتية، لصيانتها وإعادة تأهيلها لما لا وهي التي صارت تشهد بصفة مستمرة تهافت ومنافسة شرسة من طرف عدد من الشركات والمقاولات الكبرى بهدف استغلال أرضيتها للقيام بحملاتها الإعلانية في مختلف فترات السنة. "" والغريب في الأمر أن المجلس البلدي للمدينة اتخذ موقف المتفرج حيال تدهور حالة الساحة المذكورة منذ مدة ليست بالهينة، واليوم وقد تفاقمت وضعيتها المزرية لا زال مجلس المدينة متشبثا بموقفه السلبي حيال تحسين وضعية ساحة الأمل، والخطير في الأمر أن أوضاع الساحة تأزمت بشكل ملفت للنظر حتى صارت تشكل خطرا حقيقا على حياة الوافدين إليها، على اعتبار أن غالبية الأغطية الواقية للأماكن المخصصة لانبعاث المياه بها قد تلاشت حيث صارت مفتوحة وظاهرة للعيان رغم اتساع عمقها لأكثر من مترين، ما يشكل بحق خطرا على الوافدين عليها لاسيما الأطفال منهم والذين تعودوا على اللعب بأرجائها، ويجد أولياء أمور هؤلاء الأطفال أنفسهم في وضعية محرجة وخطيرة في آن واحد مع تزايد إلحاح أطفالهم للتوجه بهم لساحة الأمل دونما إدراكهم للمخاطر التي يمكن أن تحل بهم.
ما يدفع بغالبية أولياء الأمور إلى فتح المجال لأطفالهم في بعض الأماكن القليلة التي لا زالت آمنة بالساحة، وتحديد معالم ضيقة تؤسس مجالا لتحركاتهم تحت مراقبة شديدة من طرف أولياء الأمور تجنبا لكل الاحتمالات التي يمكن أن تقع لا قدر الله، مدام أن المسؤولين المحليين يفضلون التوقيع على رخص استغلال الساحة دونما أن يكلفوا أنفسهم عناء التوقيع على قرار عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ساحة الأمل التي تعتبر بحق واحدة من المعالم السياحية لمدينة الانبعاث والتي احتضنت عدد كبيرا من التظاهرات الفينة والرياضية والملتقيات الدولية.
وعليه فإنه صار من الضروري والعاجل التدخل لصيانة الساحة وإعادة تبليطها، وإصلاح سقايتها المعطلة وتزويدها بأغطية واقية بهدف احتواء خطر سقوط المواطنين الوافدين إليها على اختلاف فئاتهم العمرية، وفي انتظار تحقق ذلك يبقى السؤال المشروع هو من يبعث الأمل في ساحة الأمل من جديد؟؟.