تحكي "رابحة. ي"، البالغة من العمر 80 سنة، أنها كانت تعاني من إرهاق وعياء، ورجحت أن تكون مصابا بنزلة برد، واستبعدت عائلتها بشكل تام أن يتعلق الأمر بفيروس "كورونا"، خاصة وأنها كانت تجهل أعراض هذا الوباء. وقالت إنها لم تقرر الذهاب إلى مستشفى القرب بسوق السبت أولاد النمة حتى انضافت بعض الأعراض الأخرى؛ من ضمنها ارتفاع درجة الحرارة بجسمها والسعال وضيق التنفس، إذ تبيّن بعد خضوعها للفحوصات أنها مصابة بالفيروس، ما استدعى وضعها رهن الحجر الصحي، بشكل مفاجئ، في مستشفى الفقيه بن صالح. اليوم، وبعدما قضت حوالي نصف شهر بالحجر الصحي، تعود "مّي رابحة"، المتحدرة من دار ولد زيدوح، إلى حضن ابنتها المتزوجة بسبت أولاد النمة مُعافاة بشكل نهائي، وفق نتائج التحاليل المخبرية والسريرية. المتعافية حكت لهسبريس أنها عاشت أياما من العزلة والخوف والألم، وهي الفترة الأصعب في حياتها، فقد كانت وحيدة في الحجر الصحي تناجي رب السماء في قطيعة تامة مع فلذات أكبادها والعالم الخارجي. وأكدت أنها أضحت في صحة جيدة، ولها من الإرادة القوية ما يستوجب الحياة، وأبت إلا أن توجه نداءً إلى كل المواطنين من أجل الالتزام بالإجراءات الاحترازية لتفادي وباء "كورونا" المستجد. كما تشكر الأطر الطبية والتمريضية، سواء التي كشفت عن دائها، أو تلك التي تتابع حالتها، على مودتهم وحسن تعاملهم. وأورد حمزة محمد أمين، طبيب مسؤول عن وحدة العزل بالمستشفى الإقليمي للفقيه بن صالح، أن حالة المصابة كانت في البداية مستقرة، لكن بعد اليوم الخامس والسادس تدهورت بشدة، بالنظر إلى سنها، ولكونها كانت تعاني من داء السكري، لكن إرادتها القوية في الشفاء والمجهودات المكثفة للطاقم الطبي وتدخل جميع الأطر الصحية (طب القلب والشرايين و الجهاز التنفسي والعيون..)، والاستشارة مع أساتذة كلية الطب، كلها عوامل مكنت الطاقم الطبي من تحسين حالتها، ليتبين من خلال التحاليل الثانية أنها تعافت كليا.