أكد زهير الهنا، أخصائي جراحة النساء والولادة، أن السيدة الحامل تعتبر من الفئات الهشة جسديا مثل كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة ومرضى السرطان، لأن مناعتهم منخفضة نسبيا، ومن ثم إذا كانت أي إصابة في صفوفهم بفيروس كورونا المستجد، فمن الممكن أن تكون الإصابة خطيرة. وقال الهنا عبر صفحته على "فيسبوك": "لا بد للمرأة الحبلى أن تمكث في البيت ويتكلف بها أهلها، وألا تذهب لأي استشارة طبية إلا للحالات الضرورية"، مضيفا: "على السيدات استخدام الاستشارات عن بعد باستعمال وسائل التواصل المتاحة حاليا"، موردا أن الحامل "إذا ذهبت إلى الطبيب، سواء في المستوصف أو المستشفى، فلا تأخذ معها الأبناء، فإصابة الأطفال دون العاشرة قليلة جدا في العالم لكنهم وسيلة قوية لنقل الفيروس من شخص لآخر". وذكر الأخصائي ذاته "من الأخبار الإيجابية، أن الكورونا لا يمر للجنين من خلال المشيمة، ومن ثم لا يصاب الجنين بالعدوى إذا ما أصيبت الأم، كما لا يتسبب (الفيروس) بتشوهات في الأجنة حسب علمنا ولا يمنع من الرضاعة، ولا يقتضي وجوده إجراء عملية قيصرية". وأوصى الهنا بألا يصطحب السيدة الحامل حين يأتيها المخاض إلا شخص واحد، مضيفا: "لطفا، لا تزوروا السيدة حديثة الوضع إن كنتم تحبونها فعلا. اقتصروا على تبادل الصور والتواصل عبر الوسائل المتاحة حاليا. فبعد الانتصار بعون الله على هاته العدوى سيكون لنا كل الوقت لنزور بعضنا، ونتصافح، تتعانق ونفرح ربما أكثر مما مضى". وسبق أن أكدت دراسة حديثة أن الفيروس لا ينتقل من الأم إلى الجنين أو المولود حديث الولادة، واعتمدت الدراسة المنشورة ب"ذا لانسيت" على تحليل عينات مأخوذة من 9 سيدات حوامل أصبن بالفيروس في الفترة ما بين 36 و39 أسبوعًا من الحمل، وكُنَّ قد نُقِلنَ إلى مستشفى تشونغنان في مدينة ووهان، بؤرة انتشار فيروس "كورونا" المستجد في الصين بين يومي 20 و31 يناير 2020. ولكن عندما أنجبت الأمهات أطفالهن التسعة عن طريق ولادات قيصرية، لم يلحظ الأطباء ظهور أية أعراض للمرض على المواليد؛ إذ انتهت نتائج الفريق البحثي بشكل مبدئي إلى أن "كوفيد-19" لا ينتقل من الأم المصابة بالفيروس إلى جنينها عبر المشيمة خلال الثلث الأخير من الحمل.