تذكّرت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية الاحتفال السّنويّ للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية باليوم العالمي للأرصاد الجوية، الذي يوافق يوم 23 مارس من كل سنة. وذكرت مديرية الأرصاد الجويّة، في بلاغ لها، أنّ الاحتفال بهذا اليوم يعدّ "تخليدا لذكرى تأسيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في 23 مارس من عام 1950"، مذكّرا بأنّها قد اختارت له في هذه السنة شعار "المناخ والماء". ويقصد هذا الشعار، وفق المديرية، "إبراز الحاجة إلى إدارة أكثر تنسيقًا واستدامة لقضايا الماء والمناخ، نظرًا للعلاقات التي لا تنفصم بينهما؛ "حيث يمثل المناخ والماء جوهر الأهداف العالمية للتنمية المستدامة في إطار مكافحة تغير المناخ والحدّ من الكوارث المرتبطة به". ويذكر بلاغ مديرية الأرصاد الجوية أنّ "العالم يواجه، اليوم، تحديات متزايدة من الإجهاد المائي والفيضانات والجفاف، فضلاً عن عدم كفاية فرص الحصول على المياه النظيفة". وعليه، فإن هناك "حاجة ملحة إلى تحسين التنبؤ والرصد وإدارة الماء"؛ وهو المنطلق الذي تعتبر منه الجهود المبذولة من مصالح قطاع الماء وقطاع الأرصاد الجوية الوطنية وكذا الخدمات التي تقدمها مهمة "لحساب كل قطرة لأن كل قطرة مهمة". وتؤكّد مديرية الأرصاد الجوية على ما يشكّله اليوم العالمي للأرصاد الجوية من مناسبة "للتعريف بدور الأرصاد الجوية الوطنية في المحافظة على الأشخاص والممتلكات"؛ لأن للقيام بمهامها من رصد وملاحظة وقياس وتنبؤ والقيام بجميع الأنشطة التي تساهم في حماية الأشخاص والممتلكات، تسخر "طاقات بشرية ذات كفاءة عالية من مهندسين وتقنيين تعمل بأحدث الآليات والتقنيات من أجل توفير أدق المعلومات الرصدية". وتعمل مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، التابعة لوزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء، وفق المصدر نفسه، إدراكا منها لأهمية رهان المناخ والماء، من خلال شبكة الرّصد والقياس الجوي ونظام التنبؤ والإنذار، على مساعدة مدبري الموارد المائية والمؤسسات العمومية، مثل: وكالات الأحواض المائية، ومسيري أوراش البنيات التحتية المائية، لتمكينهم من أداء مهامهم بكفاءة وفعالية. وذكرت المديرية أنّ من أجل تحقيق هذه الأهداف، وضعت الأرصاد الجوية الوطنية إستراتيجية تهدف إلى تطوير أدوات دعم القرار وتقديم المساعدة التقنية المتخصصة لقطاع الماء، تشمل: تعزيز وسائل القياس والرصد، وتحسين وسائل معالجة المعطيات والإنتاج والبث، والتحسين المستمر للمنتجات والخدمات، وتطوير البحث العلمي في مجال الأرصاد الجوية والمناخ، والاعتماد على موارد بشرية مؤهلة وقادرة على مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية. كما تعمل مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، حسب المصدر ذاته، على توفير خدمات رصدية خاصة؛ لتحقيق أهداف: المساهمة في أمن الأشخاص خلال إعداد وإصدار نشرات إنذارية للظواهر الجوية القصوى، والمساهمة في تحسين تدبير الموارد المائية من خلال تحسين التنبؤات الجوية والخدمات الرصدية الخاصة بهذه القطاعات، وتشخيص آثار التغيرات المناخية على دورة المياه والموارد الطبيعية، ووضع بنك معلوماتي للمعطيات الرصدية رهن إشارة المشرفين على تدبير الموارد المائية، ومواكبة مهنيّي قطاعات الماء والبيئة في إنجاز المشاريع الاقتصادية من خلال تزويدهم بالدّراسات الرصدية والمناخية. ولتوفير هذه الخدمات وتقريبها من الفاعلين الاقتصاديين، تقوم المديرية، حَسَبَ بلاغها، بإرساء أرصاد جوية قطاعية تعتمد على سياسة القرب، وتبني معايير تتميز بالدقة والجودة العالية، وتستند على تنمية البحث العلمي واستعمال التكنولوجيا المتطورة وتأهيل الموارد البشرية. ونظرا للتحديات الجديدة التي أصبح يواجهها المغرب كسائر بلدان العالم بسبب التغيرات المناخية وارتفاع وتيرة وحدة الظواهر القصوى، تعمل مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، وفق المصدر نفسه، بشكل متواصل على تطوير نظام الإنذار الرصدي وجودة التنبؤات الرصدية على الصعيدين الجهوي والمحلي، بالإضافة إلى تحسين السهر الرصدي المتمثل في رصد وتتبع الظواهر الجوية على كل المستويات. وتسخر المديرية لهذا المقصد "شبكة تتكون من أربعة وأربعين مركزا إقليميا مزودا بالموارد البشرية ذات الكفاءة، والآليات الضرورية، ومائة وستّ وخمسين محطة رصد آلية أوتوماتيكية، وأزيد من خمسمائة محطة مناخية، وخمس محطات بحرية، بالإضافة إلى "آليات حديثة ومتطورة للاستشعار عن بعد، من قبيل: سبعة رادارات لمراقبة الطقس وتتبع نشاط السحب والعواصف الرعدية وصور الأقمار الصناعية، وشبكة لرصد الصواعق، ومحطات لقياس عناصر الأرصاد الجوية المختلفة في طبقات الجو العليا. كما ترتكز على "الدعم الجهوي" من أجل تركيز سياسة القرب، والرفع من دقة التنبؤات، وآجال الاستباق في الإنذارات. وتعمل المديرية، حَسَبَ بلاغها بمناسبة اليوم العالمي للأرصاد الجوية، على إمداد جميع القطاعات الحيوية بمعلومات دقيقة وضرورية لاتخاذ القرار، ووضع إستراتيجيات التأقلم؛ للحد من آثار وانعكاسات التغيرات المناخية، وهو ما طورّت لأجله "عدة منتوجات رصدية خاصة لمساعدة شركائها وزبنائها، على اتخاذ التدابير اللازمة من أجل الحد من الخسائر المادية والبشرية، مثل: النشرات الخاصة بالطرق والسكك الحديدية والملاحة الجوية والبحرية".