رصدت الجامعة الوطنية لقطاع الصحة، المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، خوفا كبيرا واستياء عارما من طرف مهنيي الصحة بكل المؤسسات الصحية بسبب قلة وغياب وسائل الوقائية الفردية الضرورية. ودعت المركزية النقابية لقطاع الصحة، في رسالة موجهة إلى وزير الصحة، إلى أخذ العبرة والمثال من بعض الدول التي تحوّل مهنيو الصحة فيها إلى ناقلي الفيروس، خصوصا إلى عائلاتهم من كبار السن، بسبب التهاون والتراخي في توفير وسائل الحماية والوقاية اللازمة لهم أو بسبب استنفاذها. وطالب التنظيم النقابي "بضرورة الإسراع باستثمار جزء من صندوق تدبير الجائحة لتوفير الحماية والسلامة كأولوية قصوى للمهنيين قبل إصابتهم بالعدوى؛ وذلك بتوفير كل مستلزمات الوقاية الضرورية بالكميات المناسبة، على اعتبار أنهم الحاجز الأول للدفاع وانهياره يعني الكارثة لا قدر الله". كما دعا المصدر ذاته إلى تسهيل وتوفير النقل اليومي لمهنيي الصحة بالمجان والتكفل بإيوائهم وتغذيتهم وبأطفال الزوجين العاملين معا في القطاع لتسهيل قيامهم بالواجب، مشيدا بمبادرات بعض المواطنين الغيورين من أرباب المطاعم والفنادق وغيرهم الذين تطوعوا لإيواء وتغذية الأطباء والممرضين ومهنيي الصحة ببعض الجهات، وهي التجربة الرائدة التي قامت بها بعض الشعوب تعبيرا منها عن شكر وتقدير جنود الصحة وبمثل تلك التدابير التضامنية تمكنوا من محاصرة الوباء. ونبهت الجامعة الوطنية لقطاع الصحة، ضمن البلاغ ذاته، المسؤولين بالجهات والأقاليم إلى ضرورة تكييف ساعات العمل لبعض التخصصات الطبية والتمريضية مراعاة لتجنب ضغط الألبسة والأقنعة الواقية مدة أطول وتفاديا للإرهاق حفاظا على قدرات ولياقة فرق التدخل تحسبا لأي احتمال طارئ. وأضافت النقابة، في المراسلة التي توصلت هسبريس بنسخة منها: "إننا نراسلكم اليوم ليس بصوت نقابتنا فحسب، وليس كشريك اجتماعي فقط؛ ولكن نراسلكم باسم جميع الموظفين ومهنيي الصحة وباسم الواجب الوطني عساكم تتخذوا هذه الإجراءات بالسرعة المطلوبة قبل فوات الأوان". ونوهت الجامعة الوطنية لقطاع الصحة بفكرة إنشاء صندوق خاص لتدبير هذه الجائحة، وكذا كل التدابير التي اتخذتها الدولة المغربية والحكومة والسلطات المختصة، مطالبة الجميع بالامتثال للإجراءات المتخذة للحد من عدوى الانتشار، داعية في الآن نفسه إلى "ضرورة تثمين جهود مهنيي الصحة العاملين بقطاع الصحة بمختلف فئاتهم على التضحية والعمل الجبار الذي يقومون به؛ فسلامتهم من سلامة المواطن".