بمحطة القامرة، كل شيء مختلف هذه المرة؛ فالعطلة قسرية والكثيرون مضطرون للعودة للديار إلى حين انقضاء جائحة فيروس "كورونا"..، الحركة ضعيفة بجنبات المحطة؛ فالقليلون فقط انتظروا قرار وزارة الداخلية، لترفع الرحلات الداخلية، وهم الآن في سباق مع الزمن لتدارك ما فات واللحاق بمدن متفرقة. هسبريس زارت محطة "القامرة" بالعاصمة الرباط، ولاحظت قلة المسافرين والحافلات المخصصة للنقل كذلك، حيث عاينت ما يقرب الخمس حافلات فقط، مرابطة بالمحطة، واحدة منها تستعد للمغادرة صوب وجهتها، فيما تفرق المسافرون على الشبابيك من أجل اقتناء التذاكر، قبيل توقف الحركة منتصف ليلة الاثنين (00.00). وأمام المحطة رابط أربعة من رجال الشرطة يسهرون على تنظيم عملية الولوج والخروج من المحطة الطرقية، كما يطالبون كل السيارات المتوقفة أمامها بمدهم بوثيقة السماح بالخروج من المنازل، في انتظار تنزيل قرار وزارة الداخلية ليلة الاثنين؛ وهو ما يحتم على الجميع التنقل قبل ذلك التاريخ. وبدا واضحا تخوف المسافرين من تفشي فيروس "كورونا"، فقد ارتدى أغلبهم كمامات وقفازات لحماية أجسامهم من التقاط الفيروس؛ لكن مسألة الصفوف واحترام مسافة الأمان بين الأشخاص، لم تكن سارية، فقد اكتظ الناس أمام الشبابيك، كما جلسوا قرب بعضهم البعض، فضلا عن نوم كثيرين داخل المحطة. ومع الدخول إلى المحطة، يشم الناس رائحة معقمات ومواد نظافة، تعود إلى شركة كلفت بتدبير مسألة التعقيم ومحاربة بوادر ظهور فيروس "كوفيد 19". وعلى الرغم مخاوف الوباء فإن "الكورتيا" ظلوا أوفياء للمكان دون أدنى شرط سلامة، يصرخون ملء أفواههم بعناوين المدن، بغية جذب الزبناء. ويقول سعيد العوفير، مدير المحطة الطرقية القامرة، إن "تعليق الرحلات سيكون يوم الاثنين ليلا، وفق قرار وزارة الداخلية"، مسجلا أن "التوقف عمليا جار الآن، بحكم أن الحافلات لا تقل سوى 25 شخصا، عوض 50؛ وهو ما جعل العديدين يفضلون عدم الذهاب استحضارا لمنطق "نمشي عامر ونجي خاوي"". ويضيف العوفير، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الغرامة واضحة، ومن تجاوز عتبة 25 شخصا يدفع غرامة مالية قدرها 700 درهم"، مشددا على أن "الأثمنة عادية، والرهان الآن هو توفير الحافلات"، وزاد: "هناك فرق تراقب الحافلة قبل دخولها وحين خروجها، كما استعانت المحطة بشركة للتعقيم".