في وقت تدعو السلطات الحكومية إلى اتخاذ الحيطة والحذر واتباع الإجراءات الاحترازية للوقاية من انتشار فيروس "كورونا"، فإن المحطة الطرقية أولاد زيان بالدارالبيضاء مازالت تعيش على الوضع الذي تعرفه في مختلف الأيام، من ازدحام وفوضى. على مدخل المحطة الطرقية الكبرى بالمملكة ينتشر عدد من المواطنين، سواء الراغبون في السفر صوب وجهات مختلفة بالبلاد أو "الكورتية" وغيرهم من سائقي سيارات الأجرة وبائعي السجائر، والذين يظهر وكأنهم غير مكترثين بهذا الفيروس. واستغرب بعض المارة من جانب المحطة الطرقية الوضع الذي تعرفه، من انتشار كبير للمواطنين، ما يمكن معه تسجيل حالات إصابة بالفيروس، خصوصا أن هذا المرفق العمومي يجذب الركاب من مختلف الجهات؛ ناهيك عن انتشار المتشردين بداخله وجانبه. وأدى الهلع وتوافد المواطنين على محطة أولاد زيان إلى ارتفاع أسعار الرحلات صوب بعض المدن، خصوصا بعد صدور قرارات من وزارة الداخلية تطالب بالحد من التجمعات وغيرها وعدم الخروج إلا للضرورة. وعبر العديد من المواطنين عن تذمرهم من الزيادة التي شهدتها بعض الخطوط، خصوصا في اتجاه مراكش وأكادير، مطالبين السلطات المختصة بالتدخل لإرجاع الأمور إلى نصابها، ومؤكدين أن بعض الحافلات قامت بالزيادة في الأسعار وكأن الأمر يتعلق بعطلة دراسية. وفِي وقت تعرف مختلف المرافق بالعاصمة الاقتصادية تعقيما من لدن السلطات لمنع انتشار الوباء، فإن المواطنين يطالبون بتعقيم المحطة الطرقية أولاد زيان بشكل مستمر، وتعقيم كل الحافلات التي تلجها وتغادرها، بالنظر إلى احتمال تسبب الازدحام بها في تناقل العدوى بين الركاب. كما طالب مواطنون ومهنيون بضرورة تدخل مجلس مدينة الدارالبيضاء بشكل سريع لتعقيم المحطة، خصوصا أنها تعرف انتشار المتشردين والمواطنين المتحدرين من دول جنوب الصحراء الذين ينامون داخلها ويقضون غالبية وقتهم وسط فضائها. وكانت وزارة الداخلية كشفت مجموعة من الإجراءات التنظيمية التي تهم تدبير النقل العمومي بمختلف أصنافه في هذه المرحلة الحساسة، إذ حصرت عدد مقاعد الركاب المسموح به بالنسبة لسيارات الأجرة الكبيرة في ثلاثة عوض ستة المعمول به في الفترات العادية. كما شددت الوزارة على وجوب التزام حافلات النقل الحضري ومركبات الترامواي بعدم تجاوز الطاقة الاستيعابية المخصصة لكل منهما، من خلال احترام العدد المسموح به من الركاب، بما لا يتجاوز عدد الكراسي المتوفرة. وأعلنت وزارة الداخلية إطلاق عملية تطهير وتعقيم واسعة لوسائل النقل العمومي عدة مرات في الأسبوع، بما يشمل مركبات الترامواي وحافلات النقل الجماعي بمختلف أنواعها، وسيارات الأجرة من الحجمين الكبير والصغير.