يعود مشكل النقل الطرقي في المغرب إلى الواجهة في الأيام القليلة التي تسبق عيد الأضحى كل سنة، بسبب رغبة المواطنين في قضاء أيام العيد بمعية أفراد عائلاتهم في مدنهم وقراهم الأصلية. المكان المحطة الطرقية "القامرة" بالعاصمة الرباط، والزمان ثلاثة أيام قبل عيد الأضحى، الأجواء العامة التي أجمع عليها المسافرون وأصحاب الحافلات وكذا إدارة المحطة الطرقية "عادية إلى مستحسنة مقارنة بالفترات المشابهة لها في السنوات الفارطة". الصورة التي طغت لسنين على هذا النوع من المناسبات في المحطات الطرقية هي الاكتظاظ والأزمة الحادة، وطول الانتظار والمضاربة، وتضاعف تسعيرات تذاكر النقل مرتين أو ثلاث مرات في استغلال بشع لحاجة المسافرين واضطرارهم إلى ركوب الحافلة مهما كانت التسعيرة، الأمر الذي يبدو مختلفا اليوم، فإدارة المحطة الطرقية تؤكد أن التسعيرة ثابتة، والزيادة تشمل فقط الحافلات الاستثنائية التي يستعان بها لتغطية الطلب الذي يكثر في هذه الأيام، وتكون في حدود 20 في المائة المحددة سلفا بالقانون، وهناك مصالح عملها هو "مراقبة استقرار هذه التسعيرات". سعيد العوفير، مدير المحطة الطرقية "القامرة" بالرباط، قال في تصريح لجريدة هسبريس إن "الإدارة اتخذت التدابير اللازمة لتأمين شراء تذاكر السفر من الشبابيك المخصّصة لذلك داخل المحطة". وزاد موضحا أنه "لتغطية الطلب على التنقل الذي يرتفع في مثل هذه المناسبة، تلجأ الإدارة إلى الاستعانة بحافلات للنقل استثنائية، تمنحها السلطات المختصة بالتفتيش رخصة للنقل بعد إجراء فحص شامل لحالتها الميكانيكية والتأكد من صلاحية نقلها للمسافرين". وسجّل المدير "إيجابية" الحالة العامة التي تشهدها محطة "القامرة" هذه السنة، مؤكدا أن مصالح الشكايات تنتظر التوصل بشكاوى المواطنين، ولحسن الحظ "لم تتوصل بأي واحدة حتى وقت التصريح هذا". الأمر نفسه أكده بابا ابراهيم، مراقب النقل بالمحطة الطرقية "القامرة"، الذي قال إن المراقبة تشمل "الحالة الميكانيكية للحافلات والعجلات، وقرص جهاز قياس السرعة والزمان، وعدد المقاعد المرخصة، بالإضافة إلى صلاحية الوثائق، بما فيها رخصة الإذن بالنقل والفحص التقني"، مضيفا أن المراقبة تأتي "تفعيلا للاستراتيجية الوطنية للسلامة الطرقية، التي تطمح إلى تخفيض عدد الوفيات بسبب حوادث السير إلى 50 في المائة سنة 2026". وتابع المصدر ذاته، في تصريح لهسبريس، أن المراقبة تكون "استباقية لحالة الحافلات؛ فلا تحصل الحافلة على الإذن بنقل المسافرين إلا إذا كانت حالتها الميكانيكية جيدة، وفي حالة ما إذا ثبت العكس، يتم تحرير مخالفة في حقّها وتمنع من نقل المسافرين". وحسب إحصائيات المحطة، ففي الأيام العادية يبلغ عدد المسافرين المتنقلين من محطة "القامرة" 8000 مسافر يوميا، ويتضاعف هذا العدد خلال الأعياد، إلا أن إدارة المحطة تؤكد أن الفترة الحالية لا تعرف الاكتظاظ المعتاد، والسبب، حسب الآراء التي استقيناها، راجع بالأساس إلى أن المسافرين أصبحوا يلجؤون إلى وسائل نقل أخرى، من قبيل القطارات والقطار فائق السرعة، خصوصا بالنسبة للمتجهين إلى مدن الشمال.