في أجواء حضارية ومسؤولة، انخرط سكان مدينة شفشاون بتلقائية في حملة التوعية والوقاية من فيروس كورونا بالبقاء في منازلهم ومحلات إقامتهم، بمن فيهم بعض الأجانب الذين صادف وجودهم بالمدينة، مع أخذ كل الاحتياطات اللازمة. وقد عرفت كل الساحات والأزقة والشوارع حالة من الجمود التام إلا من حركات معزولة هنا وهناك، فضلا عن إغلاق الدكاكين المختلفة. كما قامت السلطات بمعية الجماعة الترابية بتعقيم بعض الفضاءات العمومية، خاصة ساحة وطاء الحمام والحديقة والمحطة الطرقية ومحطتي سيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة، في انتظار باقي الأماكن الأخرى بالمدينة، بالإضافة إلى قيام السلطات المحلية بجولات تحسيسية في معظم الأحياء لحث السكان على عدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى. وبالموازاة مع هذه الخطوات الايجابية التي يجب الالتزام بها، والتي ستساهم بشكل فعّال وإيجابي في الحدّ من انتشار الفيروس، أعلنت العديد من الفعاليات الجمعوية والمجتمع المدني والمنظمات الشبابية وبعض أصحاب سيارات الأجرة، وغيرهم، عن إطلاق مبادرات إنسانية تتوخّى نشر السلوك التضامني والتطوّعي، من خلال توفير بعض المساعدات والحاجيات الضرورية للأسر المعوزة أو للفئات المريضة أو المسنّة في انتظار تجاوز هذه المحنة. ويبقى السؤال من قبل المشتغلين بالقطاع السياحي وكل المهن الصغرى المرتبطة به، كالصناعة التقليدية والفندقة والمطعمة والإرشاد السياحي، وبعض المهن الحرة، عما سيؤول إليه مصيرهم في ظل استمرار هذا الوضع.