مبدئيا ، التصاحيب حرام ، هذا ما تقوله الشريعة الإسلامية بكل وضوح . الإسلام لا يعترف بأي علاقة بين المرأة والرجل إلا إذا كانت شرعية . بمعنى أنك عندما تريد أن تربط علاقة بامرأة ما ، عليك أن تتوجه عند عائلتها أولا لطلب يدها على سنة الله ورسوله ، ثم تذهب عند العدول وقاضي المحكمة ، وبعد ذلك يمكنكما أن تعيشا بسلام تحت ظل عقد نكاح شرعي . أما إذا كان عقد النكاح غير موجود فإن أي علاقة عاطفية أو غرامية أو حتى مجرد علاقة صداقة بين رجل مسلم وامرأة مسلمة تبقى محرمة من الناحية الشرعية ، بل أكثر من هذا يحرم على الخاطب أن يختلي بخطيبته بدون حضور أحد محارمها ، ما داما لم يعقدا قرانهما بعد . "" والرسول صلى الله عليه وسلم واضح جدا في هذه القضية عندما قال : " ما اجتمع رجل وامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما " . ولكن عندما نلقي نظرة على أرض الواقع نجد أن الأغلبية الساحقة من المسلمين لا يطبقون أمر الشريعة الإسلامية في علاقة المرأة بالرجل . المرأة المسلمة والرجل المسلم يتعايشان جنبا إلى جنب ، يحبان بعضهما ويتبادلان كلمات الحب والغرام ، وقد يتبادلان أشياء أخرى أكثر جرأة ، ويعيشان بدون حواجز فاصلة في كثير من البلدان الإسلامية باستثناء إيران والسعودية وأفغانستان في عهد الطالبان . ليس لأن شعوب هذه الدول يخافون من الله أكثر منا ، ولكنهم يفعلون ذلك بفضل الخوف من شرطة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" التي لا يتردد أفرادها في زرع البرقوق في رؤوس مخالفي الشريعة بواسطة هراواتهم الصلبة . البشر لا يستقيم إلا بواسطة الزيار ، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالحب ! فهل كل الرجال والنساء الذين تجمع بينهم علاقات حب وغرام بدون عقد زواج يعتبرون عصاة لله جل وعلا ؟ الجواب بكل تأكيد هو نعم ، غير الله يسمح للجميع وصافي . ولكن لماذا حرم الإسلام علاقات الحب بين المسلمات والمسلمين ؟ الجواب عن هذا السؤال البسيط لا يتطلب بذل أدنى مجهود ، يكفي أن تتوضأ وتفتح المصحف الكريم ، وستجد أن الله تعالى تحدث عن الزنى في آيات كثيرة . ويقول جل وعلا في إحدى الآيات موجها كلامه إلى المؤمنين : "ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا " . الهدف إذن من تحريم هذه العلاقات هو تحصين المسلمين والمسلمات من الوقوع في ممارسة الفاحشة . بعض الفقهاء المنفتحين يقولون بأنه لا بأس من إقامة علاقات صداقة وزمالة في الجامعات والمعاهد وأماكن العمل . المشكل أن هذه العلاقات المبنية على الزمالة سرعان ما تتحول إلى علاقات عاطفية ملتهبة ، فقد يتحكم الإنسان في كل شيء إلا في عواطفه ، خصوصا إذا كانت جياشة ! ايوا أشنو المعمول في هذه الحالة ؟ إذا افترضنا أننا لا نستطيع العيش بدون حب فأول شيء يجب علينا القيام به هو أن نمنع هذا الحب من إيقاعنا في الحرام . يعني الزنى وما جاوره . وأول خطوة يجب عليك القيام بها إذا كانت لديك حبيبة تحترمها وتنوي الزواج بها يوما ما ، هي ألا تذهب معها إلى أماكن خالية من الناس ، هادا يلا كنتي ناوي المعقول ، حيت الشيطان اللعين يقدر يديرها بيك بدون أن تكون لديك نية مسبقة ! وداكشي ديال اللمسات الحنونة والاحتكاكات الجانبية خلليوه حتى تتزوجوا إن شاء الله . لا تذهب مع حبيبتك إلى الأماكن الخالية ، ولا تمشي معها في الأزقة والدروب المظلمة ، ولا تفعل مثلما يفعل بعض الذين يغتنمون فرصة انقطاع الكهرباء من أجل دعوة حبيباتهم للقيام بجولة في المدينة ، لأنك عندما تفعل ذلك تكون قد أخذت الطريق السيار نحو الوقوع في ما حرم الله ! أما إذا دعوتها إلى شقتك التي تسكن فيها بمفردك ولو في واضحة النهار فهذا معناه أنك ناوي على خزيت بدون شك ! الكثيرون يتساءلون عن السبب الذي يجعلنا نحن المسلمين نتحرق شوقا لممارسة الجنس ، ففي الدول الغربية مثلا ، يقتسم الطلاب والطالبات شققا في الأحياء التي يقطنها طلبة الجامعات دون أن تتعرض الطالبات حتى للتحرش الجنسي . في المغرب يعتبر وجود إناث في شقة واحدة مع الذكور بمثابة جمع البارود والوقيد في علبة واحدة ! ليس لأن المغاربة والمسلمين بصفة عامة كائنات جنسية بالدرجة الأولى ، بل لأن الدين والأعراف والتقاليد تمنعهم من ممارسة الجنس ، وطبعا فكل ممنوع مرغوب فيه . عموما يبقى كل واحد منا مسؤول عن تصرفاته وأفعاله أمام الله . وإذا كان الإسلام لا يعترف بالعلاقات الغرامية بين المسلم والمسلمة فهذا لا يعني أن الإسلام لا يعترف بالحب ، ففي قلب كل إنسان سوي يوجد كثير من الحب والعاطفة ، لكن الإسلام يريد أن يكون كل شيء مقننا . وحتى الذين يحبسون بناتهم في البيت تحت ذريعة الحفاظ على الشرف لن يستطيعوا منع الحب من التسلل إلى قلوبهن الدافئة . البنت يمكن أن تظل مسجونة طيلة الوقت داخل البيت ، لكن قلبها سيخفق بدون شك لأحد ما ، قد يكون ابن الجيران الذي تراه من خلال النافذة أو حتى بقال الحي ، وحتى إذا كان الزقاق بأكمله يخلو من شاب وسيم فقد تقع في حب افتراضي مع ممثل أمريكي أو مكسيكي أشقر تشاهده على شاشة التلفزيون ، أو لاعبا من البطولة الايطالية أو الاسبانية حتى وإن كانت لا تعشق كرة القدم ! الحب صعيب . المهم أن الحب موجود في أعماق كل واحد منا ، والذين ينكرون وجود هذا الحب إما أنهم يعانون من مرض نفسي أو يكذبون على أنفسهم . لكن إذا كان هذا الحب سيجلب غضب الله وسخطه ما كاين ما احسن الواحد يدير بناقص منو حتى يتزوج ، واللي ما تزوجش هنا يتزوج فالدار الآخرة ، هذا إذا كان من أصحاب الجنة ، أما إذا كان من أصحاب الجهة الأخرى فتلك قصة أخرى ! الله ينجينا وينجيكم . almassae.maktoobblog.com