وجه طفولي وابتسامة رقيقة وشغف كبير وولع حد الهوس بمجال التصوير الفوتوغرافي، تلك هي مواصفات الفوتوغرافية سارة شيخي التي اختارت الإقبال على مداعبة عدسة الكاميرا بنون النسوة، والتي ظلت حكرا على الأيادي الناعمة إلا في حالات قليلة ونادرة. تحمل سارة، كغيرها من بنات جنسها، آمال وطموحات جيل جديد من المغربيات التواقات إلى وضع بصمتهن في مغرب اليوم والغد، مغرب النجاح والتقدم والحداثة، وقررت ولوج هذا الميدان والتخصص في مجال صور الأكل والأطباق التقليدية والعصرية. ظهرت موهبة سارة خلال مرحلة الصبا، وبدا تأثرها كبيرا وواضحا بمسقط رأس والداها ضواحي مدينة وزان، وهي التي عاشت في كنف أسرة ميسورة الحال بالرباط، قبل أن يستقر بها المطاف وسط مدينة الدارالبيضاء، كل هذا لم يمنعها من العودة إلى أحضان الطبيعة بين الفينة والأخرى، فكانت تميل كغيرها إلى التقاط صور المناظر الخلابة كأي صغيرة تولد بفطرة الحب والانجذاب إلى جمال الطبيعة الجبلية وحب الأهازيج والتقاليد والأطباق المحلية، فكانت لا تتردد في تصويب عدستها نحو أي شيء يدور في فضائها. كبرت الفوتوغرافية الشابة وكبر الحلم معها في احتراف مجال التصوير، وظلت تمارس هوايتها في أسفارها وأينما حلت وارتحلت في مختلف بقاع العالم، مستعينة في مسارها الجديد بولعها الكبير بعدسات الكاميرا، فكان أول ما التقطته مناظر الجبل والطبيعة، وبعدها معالم الدول الأجنبية، ثم صور الأطفال، قبل أن تختار التخصص في صور الأطباق والمأكولات بمختلف أنواعها، حتى أضحت متمرسة في هذا المجال. ولأن الموهبة وحدها لا تكفي، أقبلت سارة على دراسة عالم التصوير الفوتوغرافي، مفلحة في نيل دبلوم في أساسيات فن التصوير؛ فكان الميول الأول إلى المعالم الأثرية، إيمانا منها بدورها في التسويق والترويج للسياحة بالمغرب، ورويدا رويدا ذاع صيتها والتصقت بها صفتا الفن والإبداع مبكرا. تقول سارة، وهي أم لطفلة، إن ما زاد إصرارها على المضي قدما، في عالم التصوير الفوتوغرافي، كونه فضاء ذكوري بامتياز، وتؤكد سارة أن عشقها لفن التصوير الفوتوغرافي، نابع مما تتيحه لها الصورة من ترويج المنتوجات والمأكولات والأطباق. وتطمح الفوتوغرافية ذاتها إلى خلق مقاولة ذاتية ذات صيت تعود بالنفع على الفرد والمجتمع، وتساهم من موقعها في تسويق المنتوجات المجالية المحلية والترويج للسياحة المغربية، وعرض خدماتها على المطاعم والفنادق، متسلحة بكثير من الأمل والصبر والإصرار والثقة في الذات. والأكيد أن المتأمل في صور سارة، لن يحتاج إلى الكثير من الوقت، ليجد نفسه مشدودا لعمق وجمالية أعمالها، التي تحمل في عوالمها أطباقا مغربية تقليدية وعصرية أجنية، تحاول من خلالها معالجة مواضيع متعددة تفتح شهية المشاهد. واستحضرت المصورة الشابة في هذا السياق إحساسها بالفخر، مشيرة إلى أنها تسخر في الفترة الحالية موقع التواصل الاجتماعي "الأنستغرام"، لبث وتسويق إبداعاتها وترويجها، انطلاقا من "استوديو" خصصته لهذا الغرض وبمجهودات شخصية.