بدأ الفنان الفوتوغرافي المغربي أمين بشر (المزداد بمدينة العيون عام 1991) خلال الآونة الأخيرة يشق طريقه في عالم التصوير الفوتوغرافي باعتباره فنا قائما بذاته، له عشاقه و محترفوه، حيث أنجز في السنوات الثلاثة الماضية ريبورتاجات عديدة عن الأعياد والحياة والطبيعة المغربية وتفاصيلها اليومية المتعددة. يتوجه بشكل خاص للطبيعة المغربية مبرزا مكوناتها من خلال التقاط صور النباتات، والحيوان، وعالم ما تحت الماء والظواهر الجوية، ما يجعل المتلقي يكتشف من خلال تلك الصور عالما عاديا/ لا مرئيا. هكذا تعكس صوره توازن الألوان، وقد لقيت صوره إقبالا كبيرا. خاصة تلك التي اشتغل فيها على عيد الأضحى، حيث حظيت بأعلى نسب المشاهدة، تلك الصور التي تبرز أجواء الإحتفال وطقوسه ذات الخصوصية المغربية، محتفيا بأجواء ما قبل العيد و ما بعده، بما في ذلك حركية الأسواق التي تكتظ بباعة الفحم و حرفيي الحدادة ، كما أنه يبرز أيضا طقوس الذبح التي يلتقطها بعين الأجنبي كي ينقل الصورة في كامل تجلياتها، من نقل الذبيحة فوق الدراجة النارية والوسائل الأخرى. إلى غاية عملية الذبح. ويعتمد المصور الفوتوغرافي أمين بشر كما صرح في حديث معه على أسلوب" التصوير عن قرب" خاصة إذا كان الهدف متحركا. تتميز صوره بذلك الطابع الشعري: تلتقط الصورة بياض الثلج في قمة الجبل واندماجه الباذخ مع منظر الصخر الذي يمتع الناظر بجماله وسحر طبيعته. ويظهر ذلك جليا في صوره لعالم ما تحت الماء. هكذا يعد التصوير بالنسبة له من الهوايات المفيدة في إبراز مقومات الطبيعة التي تجمع بين السياحة والمغامرة والاكتشاف. كما أنه يرصد المكان في الصورة انطلاقا من زوايا متعددة، ثم يقوم بتصوير المشهد بطريقتين: إلى جانب الصورة الفوتوغرافية يقوم الفنان أمين بشر بإنجاز مجموعة من مقاطع الفيديو لأنها في لحظة ما تمنح فهما واستيعابا آخر للمشهد في مزج إبداعي بينهما. ما جعل هاته التجربة تحظى باهتمام واسع على قناة اليوتوب. وقد اشتهر كذلك بصوره العديدة التي تتناول موضوع أطفال البوادي وطريقة عيشهم ولباسهم مبرزا تفاصيل اليومي.. هكذا تظل تجربة الفنان الفوتوغرافي أمين بشر حفرا في أخاديد الصورة بحثا عما هو أعمق.