في وقت تحرص فيه الرباط على إنشاء علاقات استثنائية مع نواكشوط، يبدو أن سياسة النظام الموريتاني لم تتغير تجاه ملف الصحراء المغربية؛ فقد أكد محمد ولد الشيخ الغزواني، الرئيس الموريتاني، أن بلاده تعترف ب"الجمهورية الوهمية". وفي أول خروج إعلامي له مع وسائل إعلام موريتانية منذ انتخابه رئيسا للبلاد، ليلة الخميس الجمعة، قال ولد الغزواني إن "موقف موريتانيا من قضية الصحراء الغربية لم يتغير ولن يتغير وهو الاعتراف بالجمهورية الصحراوية، لأنه موقف من ثوابت السياسة الخارجية للبلد، بغض النظر عن الحاكم أو التطورات الحاصلة في الملف". ووفقا لما نقلته مصادر إعلامية موريتانية متطابقة حاورت الرئيس الموريتاني، فقد أكد الأخير اعتراف الدولة الموريتانية بجبهة البوليساريو الانفصالية، وقال إن "موقفنا ما زال هو الحياد الذي تبنته موريتانيا، لكنه حياد ايجابي، بحكم العلاقة بمختلف الأطراف، وحساسية الملف، وأهمية الحل بالنسبة إلى الدولة الموريتانية". ويرتقب أن تثير تصريحات الرئيس الموريتاني غضب الدبلوماسية المغربية، التي تؤكد حرصها على تطوير العلاقات التاريخية مع الجار الجنوبي. وكان الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، استقبل قبل أيام ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج. وقال بوريطة إن اللقاء مع رئيس الجمهورية الموريتانية "كان مناسبة لإبلاغ فخامته تحيات جلالة الملك محمد السادس وتقديره لفخامته، وكذا الإرادة القوية لجلالة الملك في تطوير العلاقات بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية إلى أعلى المستويات". وتقيم موريتانيا علاقات رسمية مع البوليساريو منذ سنة 1984، رغم أن الأممالمتحدة لا تعترف بها. وقد دأب النظام الموريتاني القديم/الجديد على استقبال قيادات التنظيم الانفصالي رغم أن الرئيس الموريتاني الحالي حاول أن يظهر تقاربا نحو الرباط، لكن تصريحاته الحالية تبدد التكهنات السابقة.