خرجت موريتانيا عن صمتها بخصوص نزاع الصحراء المغربية، ودعت إلى "إيجاد حل عادل ومقبول لدى جميع أطراف هذا النزاع الإقليمي، الذي تسبب في تجميد اتحاد المغرب العربي". وقال وزير الخارجية الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إن نواكشوط "نشطة ومهتمة بالنزاع في الصحراء، لكنها لا تنحاز لأي طرف". وفي جواب ضمني على الانتقادات التي تُوجه إلى الجارة الجنوبية بسبب موقفها الحيادي من النزاع، قال ولد الشيخ: "بدلاً من الحياد الذي يشير إلى موقف سلبي، نحن لسنا متفرجين، ونريد أن نرى هذا الصراع يحل في أسرع وقت ممكن". وأضاف رئيس الدبلوماسية الموريتانية، في مؤتمر صحافي، أن "الوقت حان لإيجاد حل عادل ودائم ومقبول لدى جميع الأطراف لهذا الصراع الذي تسبب في معاناة هائلة للشعوب، وتسبب بتجميد اتحاد المغرب العربي". وتُشارك الجارة موريتانيا في جميع المحادثات التي دعت إليها الأممالمتحدة لحل النزاع الإقليمي، باعتبارهاً طرفاً مراقباً إلى جانب الأطراف الرئيسية في الملف (المغرب الجزائر والبوليساريو). وتأتي تصريحات ولد الشيخ لتؤكد استمرار رغبة نواكشوط في التعاون والمشاركة في الموائد المستديرة المرتقبة بعد تعيين مبعوث أممي جديد خلفا لهورست كولر في الأسابيع المقبلة. لكن على مر السنوات الأخيرة، وقفت موريتانيا على حياد يعتبره البعض سلبياً تجاه موقف المغرب في ملف الصحراء، خصوصا أنها تعترف ب"الجمهورية الوهمية" وتستقبل قادتها في مناسبات مختلفة، وفي الوقت نفسه طورت علاقات دبلوماسية محتشمة مع المغرب منتقلة من مرحلة الجمود والركود إلى مرحلة الرغبة في التعاون المشترك. ويرى مراقبون أن وصول محمد ولد الشيخ الغزواني إلى رئاسة موريتانيا يمكن أن يساهم في تبديد الغيوم بين الرباطونواكشوط، خصوصا في ظل استمرار إسماعيل ولد الشيخ على رأس وزارة الخارجية، وهو الرجل الذي ساعد في تجاوز المرحلة الباردة بين البلدين خلال فترة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز. وكانت زيارة ولد الشيخ الأولى من نوعها إلى المغرب العام الماضي قد أعطت زخما جديدا في العلاقات بين الدولتين الجارتين. كما عبرت موريتانيا بعد هذه الزيارة عن رغبتها في تطوير العلاقات مع المغرب إلى الأحسن.