نشرت مجلة "جون أفريك" الإعلامية الإفريقية الفرنسية، في عددها الأخير، ملفا خاصا حول الرئيس الموريتاني الجديد محمد ولد الغزواني، والموقف الذي يمكن أن يتخذه بخصوص النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية. وقالت المجلة، في بداية الملف الذي تضم صور لولد الغزواني، بأن هذا الأخير هو طالب سابق في أكاديمية مكناس العسكرية وتربطه بها علاقات جيدة مع الأمنيين المغاربة، لكن يستبعد أنه يقبل دعم الموقف المغربي من النزاع في الصحراء المغربية، حسب تعبيرها.
وذكرت المجلة بأن المغرب كان من أوائل الدول التي هنأت محمد ولد الغزواني على انتخابه، وجاءت الرسالة مباشرة من الملك محمد السادس، الذي أعلن استعداده العمل من أجل تعزيز وتطوير التعاون مع موريتانيا عقب انتخاب محمد ولد الغزواني رئيسا للجمهورية الإسلامية الموريتانية.
وقال الملك محمد السادس في برقية تهنئة بعثها إلى ولد الغزواني عقب وصوله إلى كرسي الرئاسة نشرتها سابقا وكالة المغرب العربي للأنباء، ”وإنها لمناسبة سانحة، لأؤكد لفخامتكم حرصي الشديد على العمل سويًا معكم من أجل إعطاء دفعة قوية لعلاقات التعاون المثمر القائم بين بلدينا، وتعزيز سبل الاستغلال الأمثل للفرص والمؤهلات المتاحة لهما، تجسيدًا لما يشد شعبينا الجارين من وشائج الأخوة والتضامن والتقدير المتبادل، وتحقيقاً لما ينشدانه من تقارب وتكامل واندماج جدير برفع مختلف التحديات التي تواجههما“.
وجاء في البرقية أيضًا: ”وإننا لنبارك لكم الثقة الغالية التي حظيتم بها من لدن الشعب الموريتاني الشقيق، تقديرًا منه لما توسمه فيكم من غيرة صادقة على خدمة مصالحه، وإرادة قوية للمضي به قدمًا على درب تحقيق التنمية الشاملة، في ظل الأمن والطمأنينة والعدالة الاجتماعية“.
واعتبرت المجلة الواسعة الانتشار، أن الساكن الجديد للقصر الرئاسي درس في الأكاديمية العسكرية الملكية في مكناس وهذا ليس بالضرورة ضمانًا لاتفاق تام مع الرباط لأنها كانت بالفعل حالة سلفه محمد ولد عبد العزيز.
وأكدت أن علاقات الجنرال ولد الغزواني مع المغاربة تعززت مع تعيينه قائدا "المكتب الثاني" -الاستخبارات العسكرية الموريتانية- سنة 2004. وبعد تعيينه في عام 2008 على رأس أركان الجيش كان يعمل دائما لتهدئة التوترات الدبلوماسية المختلفة مع المملكة – وخاصة بعد تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط الذي قال في عام 2016 إن موريتانيا هي أرض مغربية. وبحلول نهاية عام 2018، أصبح وزيرا للدفاع وزار إلى المغرب للقاء مسؤولين أمنيين رئيسيين في المغرب قبل أن يقدمه الرئيس محمد ولد عبد العزيز خليفة له.
ويرى مراقبون، قبل إعلان فوز ولد الغزواني، بكرسي رئاسة موريتانيا، حرص هذا الأخير على بعث رسائل مشفرة إلى الرباط مفادها أن نواكشوط ستتعامل بطريقة مغايرة مع ”العدو“ الأول للمملكة وهي جبهة ”البوليساريو"، ومن بين تلك الرسائل رفض ولد الغزواني التعامل مع الجبهة، وكذا مراجعة منح ساكنة تندوف جنوبالجزائر أوراق الإقامة في نواكشوط.