حملة سخرية واسعة من الأطقم الطبية الإقليمية التي أوفدتها وزارة الصحة إلى منازل الأشخاص الذين خالَطوا الحالة الأولى التي أصيبت بفيروس "كورونا" المستجد في الدارالبيضاء، حيث وجدت هذه الأطقم نفسها وسط انتقادات شتى من لدن نشطاء التواصل الاجتماعي، بسبب طريقة ارتداء الكمامات وطبيعة الألبسة الواقية التي ارتدتها الأطر الصحية. الأطقم الطبية، المعنية بقياس درجة حرارة المشتبه في إصابتهم بفيروس "كوفيد-19"، تحولت إلى مصدر للسخرية من قبل روّاد الشبكات الاجتماعية، طوال الفترة الماضية، حيث جرى تداول العديد من الصور التي تعود إلى طاقم صحي يُباشر تدخلاته الميدانية بكثير من الهزل. وتُظهر إحدى الصور المتداولة على نطاق واسع فريقًا طبياً إقليمياً استقبلته أسرة شخص مشكوك في إصابته بمدينة ميدلت، بالنظر إلى أنه خاَلط المهاجر المغربي المصاب بالفيروس، بصينيّة فيها إبريق شاي؛ بينما يصبّ أحد أفراد العائلة الشاي في الكأس. وعلّق ناشط على الصورة سالفة الذكر التي اجتاحت الشبكات الاجتماعية، خلال اليومين الماضيين، قائلا: "إحدى الأسر التي يوجد أحد أفرادها ضمن لائحة من خالطهم الشخص المصاب بفيروس "كورونا"، أعدت صينية شاي للفريق الطبي المتخصص في إجراء الفحوصات اللازمة للكشف عن الوباء"، مضيفا بشكل هزلي: "بْحال والو يكونوا شدّوهمْ للغْدَا.. هذه ثقافتنا حتى في أسوأ الظروف". وأورد ناشط آخر ما معناه: "عائلة المُصاب بفيروس "كورونا" تستقبل الطاقم الطبي بكؤوس الشاي"، وزاد مستدركا: "كرم الضيافة مترسخ لدى الأسر المغربية رغم الخطر الذي يحمله الوباء العالمي؛ ذلك أن الفيروس الذي روّع العالم أجمع لم يتمكن من سلْخ المغاربة عن تقاليدهم وعاداتهم". وفي سياق متصل، انتشرت مجموعة من أشرطة الفيديو في صفحات الموقع الاجتماعي "فيسبوك" تظهر تجمهر عشرات المغاربة أمام سيارات الإسعاف التي تنقل الحالات المُصابة إلى المستشفيات الإقليمية قصد القيام بالفحوصات الطبية اللازمة، بدون أن تستشعر خطورة الوضع الصحي القائم؛ بل إن البعض ألّف أغان ساخرة من الفيروس، ما جعل طريقة تعامل المغاربة مع الوباء غير معتادة على الصعيد الدولي. وفي إطار سعي وزارة الصحة إلى احتواء تداعيات فيروس "كورونا"، أقدمت على إرسال وفود طبية إقليمية إلى مختلف المرافقين للشخص المصاب بالوباء في العاصمة الاقتصادية للمملكة، حيث يتم التحقق من درجة حرارة المسافرين العائدين إلى أرض الوطن مرتين في اليوم الواحد، طوال فترة حضانة الفيروس التي قد تمتد إلى 14 يوما. جدير بالذكر أن المغرب سجل إصابتين بفيروس "كوفيد-19"، إلى حدود مساء الخميس، حيث يتعلق الأمر بمهاجرين في الديار الإيطالية رجعَا إلى المغرب بعد تفشي "كورونا" في البلد الأوروبي، ليتم إيداعهما في المصالح الطبية المخصصة للفيروس داخل مستشفى مولاي يوسف في الدارالبيضاء.