وفق مقاربة إنسانية، اختار المخرج المهدي الخودي أن يميط اللثام عن الوجه الحقيقي ل"داعش" وطرق تغريره بشباب من مختلف بلدان العالم من خلال فيلمه الجديد "رهائن". وتدور أحداث الفيلم، المستوحى من الواقع، حول مجزرة مروعة ارتكبتها إحدى كتائب "داعش" في حق قرية يزيدية، من خلال قصة شاب مغربي قرر الالتحاق بالتنظيم الإرهابي ببلاد الرافدين. وصوب المخرج المغربي عدسات كاميراته لتصوير أول عملية يشارك فيها الشاب المغربي رفقة الكتيبة الداعشية في هجوم على القرية اليزيدية واحتجاز نسائها، بدعوى أنّ اليزيديين كفار وموالون للأمريكيين الذين ينبغي مقاتلتهم، وتصوير معاناة أهل القرية بسبب فقدان أقاربهم. تنطلق الأحداث، حسب ورقة عن الفيلم، بمباغتة أهل القرية فجراً في هجوم يسفر عن مقتل جميع الرجال باستثناء شاب ينجو من الموت بأعجوبة، بينما يتم اختطاف كل نساء القرية اللواتي يتم توزيعهن على أعضاء التنظيم. وتتوالى الأحداث، في قالب يجمع بين الإثارة والتشويق، بملاحقة الشاب أحد ضحاياه ومطالبته إياه بإنقاذ النسوة للتكفير عن ذنبه وتهريبهن من يد التنظيم الداعشي. الناقد السينمائي محمد الإبراهيمي قال عن "رهائن": "رغم اقتحام المخرج لإحدى معاقل الإرهاب العالمي بتناوله موضوع داعش، إلا أنّ التعامل مع القصة تم بنمطية في رسم الشخصيات وأداء الممثلين، خاصة أنّه سبق تناولها في السينما العالمية بطرق مختلفة وجرى الاهتمام بمعاناة هؤلاء النسوة". ووصف الناقد المغربي الفيلم ب"الفرقعة السينمائية"، موضحاً أنّ "الفيلم غرق في الأكشن والاستخدام المُبالغ فيه للأسلحة والتفجيرات"، مشيراً إلى أنّ "رصده لأحداث العنف وتغليفه بالسخرية أفقد الأحداث قوتها"، وتابع: "أحداث الفيلم وتصويره لاختطاف النساء اليزيديات بعيدة عن الواقع المغربي، وهو ما يدفعنا إلى التساؤل هل الفيلم موجه للجمهور المغربي أم الهدف منه تسويقه خارجيا؟". وقام بتشخيص أدوار الفيلم، الذي تمّ تصويره في ثلاثة أسابيع بثلاث مدن مغربية، كل من وداد إلما، ومهدي لمريني، وسلمى الساعي، وعبد الله شكيري، ومحمد زواوي، وبرس بيكستر لكلاوي، وحسن كنوني.