يعول جو بايدن، المرشح الديمقراطي نائب الرئيس السابق باراك أوباما، على دعم "الناخبين السود" من أجل النجاح في السباق الحالي نحو البيت الأبيض. وأنعشت الانتخابات التمهيدية الأخيرة في ولاية كارولينا الجنوبية آمال بايدن في نيل بطاقة الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات التمهيدية في نوفمبر المقبل، بعد أن تكبد سلسلة هزائم في ولايات أيوا ونيوهامشر ونيفادا؛ إذ تعتبر كارولينا الجنوبية أول ولاية يفوز فيها في تاريخ ترشحه في الانتخابات الرئاسية. برنامج النائب السابق لأوباما يقوم على إحياء تركة أول رئيس أسود في تاريخ الولاياتالمتحدة؛ فهو لا يفوت أي فرصة دون تمجيد ما قدمته الإدارة السابقة والتنويه بالشخصية القيادية لأوباما. وتشير استطلاعات للرأي إلى أن الدعم الذي يحظى به جو بايدن من قبل الأفارقة الأمريكيين خلال الانتخابات التمهيدية الحالية ينبع أساسا من كونه شغل منصب نائب الرئيس السابق؛ إذ تراه هذه الفئة خليفة لأوباما. تاريخ مثير للجدل قبل الانتخابات التمهيدية الحالية، شارك جو بادين في ثلاثة انتخابات رئاسية سابقة، لكنه فشل بشكل ذريع في نيل ثقة الناخبين في جميعها. فخلال سنوات 1984 و1988 و2008، حينما شارك بايدن في الانتخابات التمهيدية بالحزب الديمقراطي، لم تتجاوز نسبة الأصوات التي حصدها عتبة 1 في المائة، ما جعله من أقل المرشحين شعبية في تاريخ هذه الانتخابات، قبل أن يدخل تمهيديات 2020 كواحد من بين أبرز المنافسين فيها، حسب النتائج الأخيرة وكذا استطلاعات الرأي. تاريخ السيناتور السابق عن ولاية ديلوير مليء بالأحداث المثيرة للجدل التي جرت عليه الكثير من الانتقادات؛ فخلال سنة 1987، كشفت تقارير عدة نشرتها صحيفتا "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوسط" أن بايدن قام بسرقة عدد من خطابات السياسي البريطاني نيل كينوك بشكل حرفي ونسبتها إلى نفسه. واضطر بايدن، حسب المصدر ذاته، إلى إنهاء حملته الانتخابية لاستحقاقات عام 1988 بعد 11 يوما فقط من إطلاقها، وذلك بسبب الانتقادات اللاذعة التي لاحقته. بايدن عاد خلال العام الماضي إلى الواجهة من جديد، بعد أن كشفت تقارير عدة مساهمته في تعيين ابنه هانتر على رأس شركة "باريسما" الأوكرانية، أكبر شركة للطاقة في أوكرانيا، دون أن تكون له أي تجربة في هذا المجال، في وقت كان فيه هو المسؤول عن الملف الأوكراني في الإدارة السابقة لأوباما. ونفى بايدن أي دور له في تعيين ابنه بهذا المنصب، وشدد في مناسبات عديدة على أن الرئيس الحالي، دونالد ترامب، يخاف مواجهته في الانتخابات العامة، ما يدفعه إلى تشويه سمعته وتوجيه مثل هذه الاتهامات إليه. تركة أوباما على الرغم من أن الرئيس الأمريكي السابق لم يعلن دعمه الصريح لأي مرشح في السباق الانتخابي الحالي، إلا أن بايدن دائما ما يشدد على ما يصفها ب"العلاقة القوية" التي تجمعه بأوباما، كما يتعهد بتطوير عدد من البرامج التي طرحتها الإدارة السابقة، خصوصا فيما يتعلق بالتغطية الصحية والهجرة. وفي المجال الاقتصادي، يتعهد بايدن بالرفع من الحد الأدنى للأجور إلى 15 دولارا في الساعة، والرفع من الإجازات مدفوعة الأجر، بالإضافة إلى دراسة تعويض الأفارقة الأمريكيين عن عقود العبودية التي كانوا يعانون تحت وطأتها خلال القرنين 17 و18. وفي الوقت الذي يعارض فيه بايدن مسألة منح التغطية الصحية المجانية للجميع، كما ينادي بذلك المرشح بورني ساندرز، إلا أنه يؤكد ضرورة توسيع الفئات المستفيدة من هذه التغطية. استطلاعات الرأي بعد تراجع كبير في استطلاعات الرأي منذ بداية العام الجاري، تمكن بايدن من الظفر بأغلبية الأصوات في ولاية كارولينا الجنوبية، ليحيي بذلك آماله في السباق الرئاسي الحالي. بايدن كان يتصدر جميع المرشحين منذ إعلان ترشحه في هذه الانتخابات، لكن ذلك لم يستمر طويلا بعد أن تمكن السيناتور ساندرز من جمع أكبر قدر من التبرعات والفوز بغالبية الأصوات في ولايات أيوا ونيوهامشر ونيفادا. وحسب عدد من استطلاعات الرأي، فإن بايدن ينافس بقوة في ولايات عدة جنوب البلاد، كما هو الحال بالنسبة لأوكلاهوما وألاباما وكارولينا الشمالية، بالإضافة إلى تكساس وميسوري ولويزيانا. وبغض النظر عن اختلاف نسب الدعم الذي يحظى به بايدن في كل ولاية على حدة، فإنه احتل المركز الثاني في عدة استطلاعات للرأي، كما هو الحال بالنسبة لاستطلاعات نشرت نتائجها كل من "فوكس" و"ان بي آر" و"واشنطن بوسط"، التي تراوحت فيها نسب دعم نائب الرئيس السابق ما بين 15 و18 في المائة على الصعيد الوطني، خلف بورني ساندرز. ومن المنتظر أن تتضح معالم السباق الديمقراطي نحو البيت الأبيض يوم الثلاثاء؛ إذ من المنتظر أن تنظم الانتخابات التمهيدية في 14 ولاية، بالإضافة إلى الديمقراطيين في الخارج وإقليم ساموا؛ ذلك أن ثلث المندوبين الذين سيشاركون في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الصيف المقبل سيتم انتخابهم في هذا اليوم.