تشهد الانتخابات الأولية للحزبين الديمقراطي والجمهوري، لاختيار مرشحيهما للانتخابات الرئاسية بعض المفاجآت، منها فوز أول مرشح غير مسيحي في انتخابات تمهيدية لأحد الحزبين بإحدى الولايات، وصعود بعض المرشحين الذين لم يكن من المتوقع تحقيقهم نجاحا كبيرا. الحزب الديمقراطي فقد شهدت الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ولاية نيوهامبشاير، والتي أجريت يوم الثلاثاء، فوز المرشح بيرني ساندرز، السيناتور عن ولاية فيرمونت، ذو الأصول اليهودية، متغلبا على وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون. وحصل ساندرز على 60% من الأصوات في انتخابات الولاية، في حين حصلت كلينتون على 38% من الأصوات، ويجذب ساندرز الشباب بانتقاداته لعدم المساواة في الدخل، وسيطرة الاقتصاد على السياسة، وول ستريت، وبوعوده برفع دخول الطبقة الوسطى، وإلغاء مصاريف التعليم الجامعي، وتوفير تأمين صحي للجميع. وأظهرت استطلاعات الرأي، أن 83% من شباب نيوهامبشاير التي تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما، يؤيدون ساندرز، في حين لا يؤيد كلينتون من تلك الفئة العمرية سوى 13%. الحزب الجمهوري وفيما يتعلق بالحزب الجمهوري، حل المرشح رجل الأعمال دونالد ترومب، التي تظهر استطلاعات الرأي أنه الأوفر حظا بالفوز بترشيح الحزب، في المركز الثاني في الانتخابات التمهيدية في ولاية أيوا، التي أجريت في الأول من فبراير الجاري، في حين حصل على المركز الأول في ولاية نيوهامبشاير، حيث حصل على 35% من أصوات الولاية. ويعرف ترامب بخطاباته المثيرة للجدل، وتصريحاته المعادية للمسلمين التي تجذب أصوات المحافظين، كما أن السياسات الصارمة التي يقول أنه سيتبعها مع المهاجرين، والوعود التي يطلقها من قبيل بناء سور على الحدود الأمريكية المكسيكية، تجعله يكسب أصوات المؤيدين للحزب الجمهوري المصابين بالإحباط من السياسات الحالية للحزب. ويتساءل المراقبون عم ما إذا كان الدعم الذي يحظى به ترامب سيستمر، رغم عدم وجود مشروعات واضحة لديه في المجالات الاقتصادية، والسياسية، والتعليمية، والسياسة الخارجية. وحقق المرشح الجمهوري، حاكم ولاية أوهايو جون كيسيك، مفاجأة في انتخابات نيوهامبشاير، حيث حصل على المركز الثاني بنسبة 16% من الأصوات، رغم أن استطلاعات الرأي لم تكن تتوقع له نجاحا كبيرا، إلا أن إعلان صحيفة نيويورك تايمز دعمها له مرشحا للحزب الجمهوري، رفع من حظوظه. كما حقق حاكم فلوريدا السابق جيب بوش، مفاجأة بحصوله على 11% من الأصوات في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في نيوهامبشاير، رغم أن استطلاعات الرأي لم تكن تتوقع له نجاحا كبيرا. المنسحبون من السباق وأعلنت كل من كارلي فيورينا، و حاكم ولاية نيو جيرسي "كريس كريستي"، يوم الأربعاء، انسحابهما من الترشح، بعد عدم تحقيقهما نتائج مرضية في الانتخابات التمهيدية في أيوا ونيوهامبشاير، ما خفض عدد المرشحين إلى 7. وكان 4 مرشحين أعلنوا انسحابهم من السباق بعد الانتخابات التمهيدية للحزبين في أيوا هم؛ المرشح الديمقراطي حاكم ولاية ماريلاند السابق مارتن أومالي، والمرشحين الجمهوريين حاكم ولاية أركنساس السابق مايك هاكابي، والسيناتور عن ولاية كنتاكي راند بول، وسيناتور بنسلفانيا السابق ريك سانتوروم. المرشحون المستقلون يشارك في السباق الرئاسي الأمريكي 22 مرشحا مستقلا ، بينهم سائق تاكسي، وناشط حقوقي، ورجل دين، وتربويون، بالإضافة إلى مرشحين عن الأحزاب الأخرى، كحزب الخضر، وحزب الدستور. وقال عمدة نيويورك السابق وأحد رجال الأعمال الكبار، مايكل بلومبرغ، البالغ من العمر 74 عاما، في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز، إنه يفكر في الترشح للانتخابات. ولدى المستقلين، فرصة حتى الأول من مارس المقبل، لإعلان ترشيحهم. وتبدأ الانتخابات التمهيدية المقبلة في 20 فبراير الجاري، حيث سيجرى الحزب الديمقراطي انتخابات تمهيدية في ولاية نيفادا، والحزب الجمهوري في ولاية كارولينا الجنوبية. ويعلن الحزب الجمهوري، مرشحه للانتخابات الرئاسية، التي ستجري في 8 نوفمبر المقبل، في مؤتمره الحزبي الذي سيعقد في 18 يوليو المقبل، في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو، في حين يعلن الحزب الديمقراطي مرشحه، في مؤتمره الحزبي، الذي سينعقد في 25 يوليو المقبل، في مدينة فلاديلفيا بولاية بنسلفانيا.