تُواصل جبهة "البوليساريو" انتقاداتها بشأن مسار التسوية الأممية، نتيجة تأخر الأممالمتحدة في إيجاد مبعوث جديد إلى الصحراء خلفاً للمستقيل هورست كوهلر، حيث اتّهمت من جديد المنتظم الدولي ب"التماطل" في تعيين مبعوث أممي خاص جديد. وقد قال أبي بشرايا البشير، مسؤول في جبهة "البوليساريو"، إن "هناك غيابا للإرادة والاهتمام الحقيقي داخل الاممالمتحدة من أجل تسريع مسار تصفية الاستعمار في الصحراء المغربية"، مبرزا أن الجبهة "راجعت شكل تعاملها وانخراطها في مسار التسوية، بعد فقدانها الثقة في الأممالمتحدة". وذكر المتحدث عينه، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الجزائرية، أن تعيين مبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة بالصحراء المغربية يشكل "مسألة مهمة ويمثل مظلة أممية في المنطقة"، موردا أنه "فقد ثقته التامة في الأممالمتحدة وقدرتها على الدفع باتجاه التسوية والحل". محمد خداد، مسؤول أيضا في جبهة "البوليساريو"، يرى أن "تعيين مبعوث أممي في المنطقة ليس مهما بقدر ما يستلزم الوضع توفر إرادة لمجلس الأمن للمضي قدما في مسار التسوية الأممية". وانتقد المتحدث، وفق تصريحاته لوكالة الأنباء الجزائرية، مواقف بعض الدول الأوروبية، على رأسها فرنسا، التي ذهب في القول إنها "تعرقل قرارات مجلس الأمن بشأن الموضوع، خشية منها في بلوغ أي حل، بعد أن كانت تراهن على فرض حل معين في المنطقة". في هذا الصدد، قال نوفل البعمري، خبير في قضية الصحراء، إن "البوليساريو" "تعيش، اليوم، أضعف لحظاتها السياسية والتنظيمية، حيث نتحدث عن فشل المؤتمر في إفراز قيادة مستقلة بقرارها تحظى بدعم الساكنة الصحراوية بالمخيمات، فضلا عن الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية القوية داخل المخيمات الرافضة للوضع القائم". وأضاف البعمري، في تصريح أدلى به لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه "تجب الإشارة أيضا إلى موقف الأممالمتحدة من النزاع، ومداخل الحل السياسي التي تم التعبير عنها في القرارات السابقة الداعمة للحل السياسي المتوافق عليه، حيث تعبر عن روح جديدة متجاوزة لكل الحلول السابقة لفشلها، والتي فيها يظل الحكم الذاتي هو المعبر عنها". وأوضح الخبير المتتبع لخيوط ملف الصحراء أن "مواقف قيادة الجبهة هي تعبير عن حالة الإحباط هاته، وهو إحباط سياسي كبير"، ثم استدرك: "وما تصريحاتها المتعلقة بتأخر تعيين المبعوث الجديد إلا تعبير عن هذا الوضع، حيث كانت تنتظر تسمية مبعوث جديد للتنفيس عنها داخل المخيمات". وتابع البعمري مستطردا: "لكن الجبهة تتناسى أن تعيين مبعوث جديد يجب أن يسبقه نقاش مع كل الأطراف الرئيسية في النزاع، وهي المغرب والجزائر، للتوافق عليه، ثم للتدقيق في طبيعة مهمته انطلاقا مما تحقق سابقا، ومن التراكم الذي تم إحداثه في جنيف 1 وجنيف 2؛ وهو ما يخيف "البوليساريو" التي تريد العودة بالمسلسل إلى نقطة الصفر، وهي النقطة التي ترفضها الأممالمتحدة".