على بعد أيام قليلة من انعقاد مؤتمرها الخامس عشر، هاجمت جبهة البوليساريو منظمة الأممالمتحدة بسبب التأخر في تعيين مبعوث أممي جديد خلفاً لهورست كولر، كما اتهمت بعثة "المينورسو" بعدم الحياد في نزاع الصحراء المغربية. التنظيم الانفصالي هدد على لسان ممثله بفرنسا بأنه سيكون مضطرا إلى خرق قرارات الأممالمتحدة بسبب "فشل المينورسو في تنظيم استفتاء في الصحراء منذ سنة 1991". ممثل البوليساريو بفرنسا، أبي بشرايا البشير، قال إن الجبهة "لن تقبل باستمرار الوضعية الحالية، وستتخذ الخطوات الكفيلة بحماية حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير وخياراته الأصلية في مواصلة المقاومة والكفاح بكل ما أوتي من وسائل في أفق عقد المؤتمر الخامس عشر للجبهة". وأشهرت البوليساريو ورقة إشعال منطقة الصحراء في وجه الدول الداعمة للمغرب، خصوصا داخل مجلس الأمن الدولي، في إشارة إلى فرنسا، وحذرت من أن "هذا الدعم يشجع المغرب على مواصلة التمرد ويقرب المنطقة من التصعيد والمواجهة التي لن تكون في صالح المنطقة ولا أوروبا". واعترفت الجبهة بأن قرار مجلس الأمن الأخير "يعد مخيباً للآمال ويجعل الشعب الصحراوي يفقد آخر أمل في قدرة وإرادة الأممالمتحدة لتسوية النزاع بعد تأخرها ستة أشهر في تعيين خلف للوسيط المستقيل هورست كوهلر ورضوخها الواضح لشروط وإملاءات المغرب". ومنذ صدور القرار الأممي الأخير والإحباط يخيم على قيادة البوليساريو ومخيمات تندوف، ما دفع الجبهة الانفصالية إلى التهديد بالانسحاب من عملية السلام والعودة إلى خيار الكفاح المسلح. واعتبرت البوليساريو، في بيان عممته عقب صدور قرار مجلس الأمن، أن "عملية السلام في الصحراء وصلت إلى منعطف خطير"، وأنه لم يعد أمامها أي خيار سوى إعادة النظر في مشاركتها في العملية برمتها. وكرس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2494 حول قضية الصحراء الموقف المغربي، وحافظ على مكتسباته بأولوية الحكم الذاتي. وأكد المنتظم الدولي أن الحل السياسي لا يمكن أن يكون إلا عمليا وقائما على التوافق، وبالتالي استبعد كل الخيارات التي روجت لها البوليساريو وصنيعتها الجزائر.