يستمرّ الجدل بين عائلات معتقلي "حراك الرّيف" والمندوبية العامة لإدارة السّجون وإعادة الإدماج، عقبَ خوض عدد من المعتقلين، من بينهم ناصر الزّفزافي ونبيل أحمجيق، إضراباً مفتوحاً عن الطّعام؛ بينما تؤكّد المندوبية أنّ "إضراب الزّفزافي النزيل بالسجن المحلي رأس الماء بفاس لم تتعد مدته بعد ثلاثة أيام، وليس تسعة أيام". وقال أحمد الزّفزافي، والد قائد الاحتجاجات الميدانية في الحسيمة، إنّ "ابنه يعيشُ ظروفاً صعبة في السّجن، حيث يخوض إضراباً مفتوحاً عن الطّعام بمعية رفيقه نبيل أحمجيق وخمسة معتقلين آخرين تم ترحيلهم إلى سجن كرسيف"، مؤكّداً أنّه "يعدّ الكفن والنعش لاستقبال جثّة ابنه ناصر الزّفزافي لأنه ماض في خطوته التّصعيدية إلى آخر رمق". ويشيرُ الزفزافي إلى أنّ "ناصر وأحمجيق، اللذين أدانهما القضاء المغربي بعشرين سنة حبسا نافذا، لا يستفيدان من الفسحة في السّجن"، مبرزاً أنّ "هناك تعليمات لتدميرِ ناصر وأحمجيق، في ظل صمت السّلطات ورئيس الحكومة الذي لم يكلّف نفسه عناء الرّد على مطالب عائلات معتقلي الرّيف وتعامل معها باستخفاف". وفي وقت يشير والد ناصر الزفزافي إلى أنّ ابنه يتعرّض لتعذيب نفسي ومضرب عن الطّعام منذ أكثر من أسبوع، اعتبرت مندوبية السّجون أنّ تصريحات الزفزافي تمثّل "ادعاءات كاذبة، إذ إن إضراب قريبه النزيل بالسجن المحلي رأس الماء بفاس لم تتعد مدته بعد ثلاثة أيام وليس تسعة أيام كما يدعي، هذا علما أن إشعاره المؤسسة بدخوله في الإضراب لم يكن محل وثيقة مكتوبة وموقعة من طرفه". واعتبرت مندوبية السّجون أنّ "والد الزفزافي عمد إلى الافتراء على إدارتي مؤسستين أخريين تأويان سجناء آخرين على خلفية الأحداث نفسها، بادعائه أنهم دخلوا في إضراب عن الطعام، مدعيا أنهم بذلك يتضامنون مع قريبه، في حين أن أيا من هؤلاء النزلاء لم يدخل في إضراب عن الطعام". وأكّد أحمد الزّفزافي، في بثّ نشره أمس في صفحته الرّسمية على "فيسبوك"، أنّ "نبيل أحمجيق وناصر مازالا يواصلان إضرابهما على الطعام"، وأن "ناصر اتصل بالعائلة وأكد ذلك"، مضيفاً أنّ "القيمة المضافة في حديث ناصر أن الإدارة ومندوبية السجون لم تستجيبا لمطالبهما، وأنهما سيظلان في إضرابهما على الطعام حتى الشهادة". وشدّد الزّفزافي على أنّ "الوضع يسيرُ إلى مزيد من التّعقيد بسبب إصرار المعتقلين على مواصلة إضرابهما إلى الشّهادة"، مبرزاً أنّ "المعتقل المدان بعشرين سنة يعاني من أمراض نفسية وجلدية تستدعي نقله إلى الطّبيب على وجه السّرعة"، وتابع: "ناصر يريد التّبرع بأعضائه بعد استشهاده".