بعد ثماني سنوات من المواجهة الصعبة والمثيرة بينهما في نهائي كأس الأمم الأفريقية 2004 بتونس، يلتقي المنتخبان المغربي والتونسي اليوم الاثنين في بداية مشوارهما ببطولة كأس الأمم الأفريقية الثامنة والعشرين لكرة القدم بغينيا الاستوائية والغابون. ويلتقي المنتخبان بعد أربع ساعات على ملعب "الصداقة" بالعاصمة الغابونية ليبرفيل وذلك في مواجهة مبكرة ربما تحسم بشكل كبير شكل المنافسة في المجموعة الثالثة بالدور الأول للبطولة أو على الأقل شكل المنافسة على صدارتها. وفي غياب المنتخبين المصري حامل اللقب والجزائري الذي بلغ المربع الذهبي للبطولة الماضية، يحمل المنتخبان المغربي والتونسي على عاتقيهما معظم آمال الكرة العربية في البطولة الأفريقية الحالية خاصة وأنهما أكثر خبرة وأعلى في الإمكانيات الفنية والمهارية من المنتخبين الليبي والسوداني المشاركين في المجموعتين الأولى والثانية على الترتيب. وقد تلعب مباراة اليوم دورا كبيرا في تحديد شكل المنافسة لكل من الفريقين في هذه المجموعة فالفائز في هذه المباراة سيمتلك فرصا أفضل كثيرا في حجز إحدى بطاقتي التأهل من هذه المجموعة للدور الثاني "دور الثمانية" والخاسر سيكون بحاجة إلى الدخول في منافسة شرسة مع الفريقين الآخرين بالمجموعة وهما منتخب الغابون صاحب الأرض ومنتخب النيجر الذي تأهل للنهائيات على حساب منتخبي مصر وجنوب أفريقيا. ولن يكون الاقتراب من دور الثمانية فقط هو الهدف الذي يسعى إليه كل من الفريقين في مباراة اليوم وإنما يسعى كل منهما للفوز من أجل الاقتراب بشدة من صدارة المجموعة وتجنب المواجهة المتوقعة في دور الثمانية مع منتخب غانا العنيد المرشح للفوز بلقب البطولة والمرشح كذلك للفوز بصدارة المجموعة الرابعة. ولذلك، يرفع الفريقان غدا شعار "حياة أو موت" لاسيما مع الأهمية البالغة التي تتسم بها المواجهات العربية دائما سواء كانت في البطولات أو التصفيات القارية أو في البطولات العالمية. ويضاعف من أهمية اللقاء أن الفريقين التقيا في المباراة النهائية للبطولة عام 2004 في تونس وفاز أصحاب الأرض 2/1 رغم تفوق المنتخب المغربي في هذه البطولة من حيث مستوى العروض التي قدمها. كما التقى الفريقان بعد ذلك في تصفيات كأس العالم 2006 فتعادلا 1/1 ذهابا و2/2 إيابا مما يعني أن مباراة اليوم ستتسم بالطابع الثأري للمنتخب المغربي بقيادة مدربه البلجيكي إيريك غيريتس. والحقيقة أن الفريقين فجرا مفاجأة كبيرة بإقامتهما في فندق واحد بالعاصمة الغابونية ليبرفيل كما أدى لاعبو الفريقين صلاة الجمعة سويا الأول. ولكن ذلك الود لن يكون له مكان على مدار 90 دقيقة سيكون شعار الفريقين فيها هو الصراع من أجل الفوز. ومن الصعب التكهن بنتيجة لقاء اليوم رغم اختلاف العديد من الوجوه بين الفريقين ويأتي في مقدمتها اعتماد غيريتس في اختياراته لقائمة الفريق في البطولة الحالية بشكل كبير على مجموعة من النجوم المحترفين بأوروبا وأماكن أخرى بينما اعتمد سامي الطرابلسي المدير الفني للمنتخب التونسي كثيرا في اختياراته على نجوم الأندية التونسية وخاصة الترجي بطل أفريقيا. ويتميز كل من الفريقين بقوة خطي الوسط والهجوم بشكل يجعل من المباراة في غاية الصعوبة على الدفاع وحارس المرمى في كل من الفريقين. ويعتمد المنتخب التونسي في قيادة الهجوم على الهداف الخطير عصام جمعة وزميله المهاجم أمين الشرميطي وصانع اللعب أسامة الدراجي نجم خط وسط الترجي والفائز بلقب أفضل لاعب داخل القارة الأفريقية في استفتاء الاتحاد الأفريقي للعبة "كاف" لعام 2011. وفي المقابل، يعتمد غيريتس على الخبرة الرائعة التي اكتسبها مهاجمه مروان الشماخ نجم أرسنال الإنجليزي إضافة إلى النجم المتألق يوسف حجي نجم رين الفرنسي وزميله عادل تاعرابت المحترف في كوينز بارك رينجرز الاسكتلندي. وبينما مضت ثماني سنوات فقط منذ أن أحرز المنتخب التونسي "نسور قرطاج" لقبه الأفريقي على أرضه في عام، يتوق المنتخب المغربي "أسود الأطلس" كثيرا إلى الصعود لمنصة التتويج بعد انتظار طويل منذ أن أحرز لقبه الأفريقي الوحيد في عام 1976 مما يجعل كل من الفريقين متأهبا لتحقيق بداية جيدة في البطولة من خلال مباراة اليوم.