قال محمد الأشعري، الأديب والشاعر المغربي، إن الاحتفاظ باللغة الأمازيغية يقتضي ممن يدافعون عليها أن يكتبوا بها الأدب والشعر، مشيرا إلى أن أي خطوات لا تنحو في هذا الاتجاه ستحبس اللغة في الشفوي. وأضاف الأشعري، مساء الاثنين بالعاصمة الرباط، أن الأدب ذاكرة مشتركة سيمكن الأمازيغية من خاصية هيكلة المخيال الجمعي، مسجلا أن العديد من اللغات تأسست من خلال قصيدة أو قصة أو رواية. وأشار وزير الثقافة الأسبق في أمسية ثقافية نظمها بيت الشعر بتعاون مع مؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير، إلى أن اختياره لديوان عبارة عن منتخبات شعرية يأتي "من أجل تجاوز مفهوم الأعمال الكاملة، وهي عبارة تحيل على تقديس ما نكتبه، وأن الكاتب يتشبث بكل سطر وضعه". وأوضح الأشعري أن "المنتخبات أفضل، وتتيح إمكانية النقد"، مؤكدا أنه استعان بالمجموعات الست الأخيرة التي كتبها بالدرجة الأولى، فضلا عن نصوص من دواوين قديمة. وتابع المتحدث قائلا: "استعنت بكثير من الأصدقاء من الفن التشكيلي، ونقلت لوحاتهم إلى قوالب شعرية وروائية، وهذا كله يغني تجربة الكاتب"، وزاد: "لا يمكن تقسيم الأدب إلى دويلات القصة والشعر والرواية". وسجل الأشعري أن كثيرا من الشعر الذي يعاينه لا يوجد في الدواوين، بل في السينما والرواية والمقالة الصحافية أحيانا، مشددا على أن "الأدب مدخل إلى الديمقراطية والتعدد، حيث لا وجود فيه لاحتمال واحد". وشدد المتحدث على أن "الأدب يجب أن يكون مادة أساسية في جميع مسالك التعليم في كليات العلوم والمدارس التقنية كذلك"، مشيرا إلى أن "هذا يقتضي تعبئة وطنية من لدن الجميع". وأوضح الفائز بجائزة بوكر للرواية العربية أنه لم ينفصل عن الشعر يوما، فقد نشر ثلاثة دواوين حتى في فترة استوزاره على قطاع الثقافة، مسجلا أن مواضيعه دائما ما تتراوح بين الأمكنة والموت والزمن والحب والطفولة. وشدد الأشعري على أن "الشعراء المغاربة ليسوا أقل من الشعراء المشارقة؛ فالتجربة المحلية تضاهي ما يكتبه الآخرون"، مسجلا أن المشارقة يعترفون بهذا الأمر.