شرعت الجبهة الاجتماعية، المكونة من قوى يسارية تقدمية، في تنظيم احتجاجات انطلاقا من العاصمة الاقتصادية عبر مسيرة "تقهرنا"، في انتظار مظاهرات ووقفات احتجاجية بمدن أخرى وفق برنامج تسطر خطوطه الجبهات المحلية التي سيتم تأسيسها. ورفعت الجبهة الوطنية الاجتماعية، خلال احتجاجها بالدار البيضاء يوم الأحد، بمشاركة ممثلي الأحزاب اليسارية والنقابات والجمعيات التقدمية، شعارات تطالب بالكرامة والعدالة الاجتماعية، وهي نفسها الشعارات التي رفعتها حركة 20 فبراير خلال ما بات يعرف بالربيع العربي سنة 2011. ويرى متتبعون أن هذه الجبهة الاجتماعية من شأنها أن تحيي الأشكال الاحتجاجية التي قادتها حركة 20 فبراير، من خلال المطالَب التي ترفعها وتناضل من أجلها؛ بيد أن آخرين يَرَوْن أنها ستكون على غرار باقي الجبهات الاحتجاجية، خصوصا في ظل غياب القوى الإسلامية عنها لا سيما جماعة العدل والإحسان المحظورة. يونس فيراشين، المنسق الوطني للجبهة الوطنية الاجتماعية، أكد، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذه الجبهة "هي امتداد لفكرة الحركة؛ لكنها بشكل آخر وبأرضية تأسيسية توضح بشكل جلي بدون غموض علاقة أطرافها". واعتبر فيراشين، عضو الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، ضمن تصريحه، أن الإضافة التي تحملها هذه الجبهة "كونها تضم الحركات الاجتماعية والنقابات والأحزاب، إذ هي محور دينامية هذه الفئات الثلاث لإعطاء قوة حركيّة". وفِي الوقت الذي كانت فيه حركة عشرين فبراير تضم مختلف الأطياف والتوجهات والمشارب، فإن الجبهة الوطنية الاجتماعية تضم بين طياتها ومكوناتها الهيئات اليسارية والمحسوبة عليها؛ لكن منسق الجبهة يؤكد على كونها "ستظل مفتوحة في وجه كل الديمقراطيين". ويضيف، في هذا السياق، بكون حركة عشرين فبراير خلال وهجها ارتكبت أخطاء أدت إلى إضعافها في فترة معينة؛ من بينها "الخليط غير المتجانس بين مكوناتها والاختلاف على مستوى الأهداف، حيث كان من يبحث عن ملكية برلمانية ومن يبحث عن أشياء أخرى". وشدد المتحدث نفسه على أن التقييم الموضوعي لحركة عشرين فبراير يبرز أن لحظة انسحاب بعض الأطراف أضعف من قدرتها، لذلك يضيف "الجبهة تبحث عن وحدة في الأهداف والرؤى وأن تسير على نفس النهج، ولنفس الشعارات المطالبة بالكرامة والعدالة الاجتماعية". ويرى فيراشين أن الجبهة ستسير على خطى حركة عشرين فبراير، التي كانت لها فروع بمختلف المناطق بالمملكة، وتشتغل وفق برنامج نضالي مسطر، حيث أكد أنه "سنعمل على الاحتجاج الميداني والمحلي عبر تأسيس لجان محلية حتى يكون لها قرب مع المواطنين عبر برنامج نضالي يعكس تطلعات الساكنة المحلية". وكانت الجبهة الاجتماعية المغربية قد أعلنت عن ميثاقها التأسيسي والبرنامجي، كاشفة أنها إطار تشاوري منفتح وتفاعلي يقوم بمبادرات مشتركة تهم مجالات محاربة الفساد والاحتكار والريع، فضلا عن تشغيل الشباب ومناهضة القوانين "التراجعية" في المجالات الاجتماعية والحقوقية.