لم تركن الأطر التمريضية إلى خيار المهادنة بشأن فاجعة مصرع "شهيدة واجب التمريض"، رضوى لعلو، التي توفيت على خلفية حادث انقلاب سيارة الإسعاف المتوجهة إلى أكادير؛ بل عادت إلى التصعيد الميْداني الذي جسّدته عبر الدعوة إلى خوض مسيرة وطنية بالرباط، السبت المقبل، للمطالبة بتحديد المسؤوليات في الواقعة. الشكل الاحتجاجي المُرتقب سينطلق من أمام وزارة الصحة صوب البرلمان، مع الاستمرار في حمل الشارات الحمراء أثناء مزاولة العمل، من أجل دقّ ناقوس الخطر بخصوص واقع الجسم التمريضي في المملكة، الذي أصبح يُخيّم عليه "الاحتقان الشديد"، وفق حركة الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب. وأثارت الحوادث المهنية التي تقع في طرقات المملكة، خلال الآونة الأخيرة، الكثير من التساؤلات حول وضعية النقل الصحي؛ وهو ما دفع حركة الممرضين إلى الاستغراب نتيجة تحمّل الممرضة المتدربة، التي لم يمضِ على تعيينها سوى سنة، مسؤولية مرافقة مريضة بدون إشراف في حالة لم تستدع الاستعجال، وفق البيان الصادر عنها. كما تساءلت حركة الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب، في بيان توصلت هسبريس بنسخة منه، عن دوافع الاستعانة ب"شخص غير مؤهل لقيادة سيارة الإسعاف صوب مستشفى يبعد ب 300 كيلومتر عن آسا"، مسجلة "التَرَح" المترتب عن "تفاقم الحوادث المهنية بين الوفيات والإصابات والعاهات المستديمة والمحاكمات القضائية". وأشارت الحركة عينها إلى أن هذه الفواجع الإنسانية يقابلها "عدم الاعتراف المعنوي والمادي من لدن وزارة الصحة"، حيث شجبت "تنكرها" وتماطلها" في الاستجابة للمطالب التمريضية، محمّلة مسؤولية حوادث النقل الصحي إلى الحكومة والوزارة الوصية على القطاع، مبرزة أن هذه الخدمة تعرف "فراغا قانونيا كبيرا". ونبّهت الحركة، التي ينضوي تحت لوائها ممرضو وتقنيو الصحة، إلى "الخصاص الحاد في الموارد البشرية والتجهيزات الكارثية، فضلا عن غياب بعض التخصصات المهمة والضرورية على مستوى المستشفيات الإقليمية"، معتبرة أن ذلك يجعل من "النقل الصحي المعتّل حلاّ ترقيعيا تؤدي الأطر التمريضية والمرضى فاتورته". وتعليقًا على الخطوة التصعيدية، قالت عفاف العم، عضو المجلس الوطني للحركة، إن "روح رضوى لعلو وبقية شهداء مهنة التمريض رخيصة لدى وزارة الصحة"، لافتة إلى أن "أرواح هؤلاء غالية ولا تقدر بثمن عند أطر التمريض"، مبرزة أن "سياسة اللامبالاة التي تنهجها وزارة الصحة تؤدي إلى فقدان الممرضين الشباب". وأضافت العم، في تصريح أدلت به لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "حركة الممرضين وتقنيي الصحة تناضل على الدوام من أجل قانون يُنظم مهنة التمريض ويصنّف الكفاءات والمهن في المغرب"، ثم زادت مستدركة: "نحن من يحسّ بهذا الفراغ القانوني الذي نعيشه يومياً". وشددت المتحدثة على أن "مهنة الممرض أو الممرضة تؤدي بصاحبه (ها) إلى المحاكم أو المقابر"، مؤكدة أن "الجسم التمريضي لن يسكت عن هذه المهزلة التي تُسفر عن وفاة الشهداء أو إصابة الضحايا بعاهات مستديمة"، خاتمة: "المسيرة الوطنية الحاشدة آلية للمطالبة بوقف سياسة الآذان الصماء من قبل الوزارة".