تصعيد جديد أعلنت عنه حركة الممرضين وتقنيي الصحة من المرتقب أن يمتد طوال الشهرين القادمين، احتجاجاً على "طريقة تدبير الوزارة للحوار الاجتماعي القطاعي، عبر تغييب تحديد الغلاف المالي المرصود ونهج سياسة التماطل والهروب إلى الأمام، لتقزيم المطالب والمكتسبات وإقصاء الحركة من أي حوار أو تفاوض حول ملفها المطلبي". تبعا لذلك، تعتزم الحركة سالفة الذكر تخليد فاتح ماي على وقع الاحتجاج، للتنديد ب "السياسة الوزارية المُهمشة لفئة الممرضين وتقنيي الصحة"، إلى جانب خوض إضراب وطني عن العمل لمدة 72 ساعة، يبتدئ من 14 ماي إلى حدود 16 منه، باستثناء أقسام الإنعاش والمستعجلات، واعتصامات جهوية أمام مقرات ولايات الجهات في اليوم الثاني من الإضراب. ولن يقتصر الاحتجاج على شهر ماي فقط، وإنما سوف يشمل إضرابا عن العمل أيام 10 و11 و12 و13 و14 يونيو المقبل، مع استثناء أقسام المستعجلات والإنعاش، بالموازاة مع خوض اعتصام وطني أمام مبنى وزارة الصحة في اليوم الثالث من الإضراب، فضلا عن خوض مسيرة وطنية يوم 13 يونيو صوب قبة البرلمان. وجددت الحركة تشبثها بكافة المطالب التمريضية؛ في مقدمتها "الإنصاف في التعويض عن الأخطار المهنية، إحداث هيئة وطنية للممرضين وتقنيي الصحة، إخراج مصنف المهن والكفاءات، إدماج الممرضين وتقنيي الصحة المعطلين في إطار النظام الأساسي العام للوظيفة العمومية والقطع مع سياسة التعاقد، وغيرها". في هذا السياق، قال زهير ماعزي، عضو لجنة الإعلام والتواصل داخل الحركة، إن "الجزء غير الظاهر من جبل الجليد يتجلى في عدم جلوس الممرضين والممرضات إلى طاولة صنع القرار، فهم يشكلون أزيد من خمسين في المائة من الشغيلة، كما يقدمون نحو ثمانين في المائة من خدمات القرب، لكنهم لا يوجدون في مراكز القيادة، بل إنهم يفقدون حتى تلك المساحات القليلة التي يتوفرون عليها". وأضاف ماعزي، في تصريح أدلى به لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المسؤولين السياسيين يتمثلون مهنيي التمريض على أنهم مجرد مساعدين للأطباء؛ وهذا تمثل قاصر ودخيل من الثقافة الغربية". وزاد: "هناك تمثل سلبي آخر يَعتبر أن جسم التمريض مجرد نساء عاملات أجورهن هي أجور تكميلية لأزواجهن أو آبائهن، وأنه لا مشكل إذا كان الترقي المهني للنساء العاملات في الوظيفة العمومية كالممرضات بطيئا وفرص الوصول إلى مناصب المسؤولية ضعيفا". وحذّرت الحركة التمريضية المسؤولين بالوزارة والنقابات الصحية من "مغبة التكالب على المطالب العادلة والمشروعة لفئة الممرضين وتقنيي الصحة وتقزيمها، خدمة لمصالح فئوية أو سياسوية ضيقة، على حساب التضحيات المهنية ونضالات الجماهير التمريضية لسنين متواصلة". وأردف المتحدث أنه "يجب كسر تلك الحواجز لتحقيق الإنصاف الحقيقي للممرضات والممرضين، وكذلك للاستثمار الأمثل للرأسمال البشري التمريضي الهائل، بغية مواجهة تحديات التغطية الصحية الشاملة والنموذج التنموي الجديد الذي سيمكننا من بلوغ أهداف التنمية المستدامة".