خص الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم الأربعاء، ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة بالخارج، باستقبال خاص، ما يعكس حرص الجار الجنوبي على تطوير العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين. ويقوم وزير الخارجية بزيارة إلى موريتانيا في إطار العلاقات القوية التي تجمع الشعبين المغربي والموريتاني، والرغبة المشتركة في تعزيزها وتوسيع آفاقهما لتبلغ مستوى طموح قائدي البلدين. وقال وزير الخارجية، ناصر بوريطة، إن اللقاء مع رئيس الجمهورية الموريتانية "كان مناسبة لإبلاغ فخامته تحيات جلالة الملك محمد السادس وتقديره لفخامته، وكذا الإرادة القوية لجلالة الملك في تطوير العلاقات بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية إلى أعلى المستويات". وأكد وزير الخارجية أن "هناك وشائج بين المغرب وموريتانيا وأرضية صلبة قوامها العلاقات الإنسانية ووشائج الأخوة الثابتة بين الشعبين الشقيقين، وكذلك التعاون في كل المجالات وخاصة المجال الاقتصادي والتجاري وغيرها والاحترام المتبادل والتقارب في وجهات النظر حول مجموعة من القضايا". وكشف بوريطة، في تصريح صحافي، عن "رغبة الملك محمد السادس في ألا تكون العلاقة مع موريتانيا علاقة عادية، وإنما استثنائية، بحكم ما يميزها من تاريخ ووشائج إنسانية، وحتى من جوار جغرافي وكذا مصير مشترك يوجب علينا مواجهة التحديات التي لا يمكن التغلب عليها إلا معا". المسؤول المغربي أوضح أن البلدين يمتلكان اليوم "الآليات والإطار القانوني"، وزاد: "علينا أن ننتهز السياق الإيجابي جدا في العلاقات الثنائية من أجل تفعيل الاتفاقيات والاستغلال بشكل أفضل لهذه الآليات حتى نحقق نتائج ملموسة ونرتقي بهذه العلاقة إلى شراكة حقيقية، يحس بها كل الفاعلين على جميع المستويات، ويحس الشعبان الشقيقان بأنها شراكة مربحة للجانبين وتعود عليهما بالفائدة". وأشار بوريطة، في تصريحه، إلى أن نواكشوط والرباط يخلدان هذه السنة الذكرى الأربعين "لاتفاق الأخوة وحسن الجوار الموقع سنة 1970 بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية"، مردفا بأن هذا الاتفاق "له اليوم أهمية أكثر من أي وقت مضى باعتبار الأخوة وحسن الجوار عنوانين أساسيين للعلاقة بين البلدين". "ما هو أساسي اليوم استغلال هذا الظرف الإيجابي لتفعيل روح ذلك الاتفاق الذي أقيم سنة 1970 حول الأخوة وحسن الجوار واستغلال كل الإمكانيات المتاحة للارتقاء بهذه العلاقات نحو شراكة إستراتيجية قوية"، يورد بوريطة، في تصريح أدلى به لوكالة الأنباء الموريتانية الرسمية. الزيارة الأولى التي يقوم بها بوريطة إلى الجارة الجنوبية موريتانيا في عهد الرئيس الجديد، محمد الشيخ ولد الغزواني، تأتي في وقت أثارت تصريحات رئيس الدبلوماسية المغربية بخصوص العلاقات مع بلدان الجوار توجسا في الشارع الموريتاني، عندما قال: "إن أحسن علاقات جوار هي تلك التي تجمعنا مع جارنا الشمالي إسبانيا، خصوصا في الأمن ومحاربة الإرهاب والهجرة. وللأسف هذه العلاقات غير موجودة مع الجارين الجزائري والموريتاني". الطرفان المغربي والموريتاني سرعان ما بددا المخاوف من هذه التصريحات التي جاءت في سياق حديث بوريطة عن أمله في الرقي بالعلاقات المغربية الموريتانية إلى أعلى المستويات، لكن وسائل إعلام تابعة للتنظيم الانفصالي استغلت هذه التصريحات لمحاولة إخراجها من سياقها. وبخصوص الحديث عن زيارة ملكية مرتقبة إلى موريتانيا، تسبقها زيارة بوريطة، علمت هسبريس من مصادر في نواكشوط أن الزيارة الملكية كان فعلاً يجري التحضير لها إبان الفترة الأخيرة من عهد الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، أي السنة الماضية، لكن في الفترة الحالية ليست هناك بعدُ إشارات عن زيارة ملكية مرتقبة، وتابعت بأن هذه الزيارة قد تبرمج في أي لحظة بالنظر إلى العلاقات المتميزة الموجودة حالياً.