صدر مؤخرا، ضمن منشورات "دار توبقال للنشر والتوزيع" بالدار البيضاء، كتاب جديد تحت عنوان: "الذي يأتي من المستقبل، عبد الكبير الخطيبي"، وهو كتاب جماعي أشرف على إنجازه الباحث الأكاديمي المغربي عبد الغني فنان في سياق الاحتفاء بمرور عشر سنوات على ذكرى وفاة عبد الكبير الخطيبي. ويهدف الكتاب إلى "حفظ الذاكرة والإبقاء على أثر عبد الكبير الخطيبي حيا فاعلا في الثقافة المغربية، من خلال تجديد السؤال واستكمال المشاريع النظرية والفنية التي تضمنتها كتاباته المتنوعة، ونقلها إلى جيل جديد من القراء والباحثين، وهو ما تم تجسيده من خلال اختيار عبد الغني فنان للأسماء التي ساهمت في هذا المنجز، وهي عبد السلام بنعبد العالي وعبد المجيد بنجلون ورشيد بنلباح وجليل بناني ومحمد بنيس وموليم لعروسي وغيتة الخياط وعبد الغني فنان ومارك كونتار وحسن لغداش ومحمد موهوب وحسن موستير وعبد الله ساعف وخالد زكري ومراد الخطيبي". وأشارت معطيات حول الكتاب إلى أن "الأسماء المذكورة تنتمي إلى ثلاث محطات متعاقبة من تاريخ ثقافتنا المعاصر، إذ أن الأمر يتعلق هنا بعلامة مفصلية ومنعطف أساسي به دخلت نخب المجتمع المغربي في سياقات من الخطابات الجديدة، وخلخلت شجرة الأنساب المعرفية والفنية التي ننتمي إليها، وهو ما يجعل من عبد الكبير الخطيبي الحاضر بقوة الغياب في المتداول من الأفكار والنقاشات في الكتب والجامعات وصفحات الجرائد...". وأضاف المصدر ذاته أن "عبد الغني فنان، وخلافا للعديد من الدراسات التي اختزلت الخطيبي في كتاباته الأدبية وجعلت منه أحيانا كاتبا فرنكفونيا بالمعنى السلبي للكلمة، حاول أن يركز على ما هو فكري ونظري وعلى علاقته بالفن والسياسي، بما يبرز تقاطع خطاباته داخل نسق من الأسئلة الجذرية، لعل أبرزها سؤال الهوية والاختلاف". وحاول عبد الغني فنان، المشرف على الكتاب، أن "يلامس بعض جوانب الخطيبي كإنسان، وهو بعد كثيرا ما يغيب في الدراسات الأدبية والفكرية، من خلال علاقته بأسرته وبالجديدةمسقط رأسه والأمكنة التي وشمت ذاكرته بهذه المدينة، وهو ما يفسر حضور الصورة الفوتوغرافية كشاهد وكمؤشر على ممكنات أخرى لولوج عالم الكتاب والمفكرين".