(إعداد: روكان الغيساسي) احتضنت دار الفنون بالرباط مؤخرا، ندوة حول المفكر الراحل عبد الكبير الخطيبي، الشاعر والروائي والكاتب الذي ترك بصماته في مختلف الأجناس الأدبية، وذلك بمشاركة مجموعة من الأساتذة والباحثين الذين استعراضوا مساره الفكري والإبداعي. وقد قام بتنشيط هذه الندوة التي تندرج في إطار الدورة الرابعة "للمقهى الأدبي 21"، الذي تنظمه مؤسسة أونا بشراكة مع المجلة الأدبية المغربية، الأستاذ عبد السلام الشدادي (أستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط). وفي مداخلة له خلال هذا اللقاء، اعتبر الأستاذ خالد زكري (أستاذ بكلية الآداب بمكناس)، أنه من الصعب الفصل ما بين ما هو شعري وسردي في كتابة عبد الكبير الخطيبي،موضحا أن هذين الأسلوبين يلتقيان معا في كتاباته ويتقاطعان داخل النسيج النصي لأعماله. وأضاف السيد زكري، أن الذاتية كانت واضحة وحاضرة بقوة في بعض النصوص لاسيما بعض المواضيع التي شكلت موضوع نقاش هام تجاوز الإطار التقليدي، مشيرا إلى أن عبد الكبير الخطيبي حاول دائما تكسير الأنماط التقليدية والكلاسيكية المتداولة في الكتابة، وأن مجالات اهتمامته كانت متنوعة. ومن جهة أخرى، أبرز المكانة التي كان يحتلها الفن في حياة عبد الكبير الخطيبي الذي كان مهتما بالفنانين والفن التشكيلي، موضحا أن الفنون حظيت بحيز هام في عدد من كتابات هذا المفكر. من جانبه قال الأستاذ حسن موستير (كلية الآداب بالرباط) أن من يتأمل رواية الخطيبي "صيف في ستوكهولم" سيكتشف أنه مفتون بالسرد معتبرا أن كتاباته مع ذلك لم تكن رهينة بفضاء أو مكان معينين . وبدوره اعتبر الأستاذ الحشلاف مصطفى (أستاذ بكلية الآداب بالجديدة)، أن الخطيبي نجح في جعل كتاباته السوسيولوجية متضمنة للعديد من الأجناس الأدبية الشعرية والسردية. واعتبر أن أسلوب كتابة الخطيبي،تتميز بالبلاغة والتماسك والسلاسة، مشيرا إلى أن مفهوم الهوية، يعد من المفاهيم التي نالت اهتماما كبيرا من طرف الخطيبي. وأشار إلى أن أعمال عبد الكبير الخطيبي الذي كان مولعا بالبحث والتحليل للرموز والظواهر، تتميز بالتنوع، لأنه لم يكن يؤمن بحدود فاصلة بين المجالات المعرفية والأجناس الأدبية. فتكوين المفكر عبد الكبير الخطيبي لم يقتصر على مجال دون آخر ولم تحده قواعد معينة، بل هو تكوين يتقاطع مع مجموعة من الحقول المعرفية ويلتقي معها في إطار معانقة أسئلة المعرفة الإنسانية العميقة.