قارب باحثون ومهتمون، خلال ندوة فكرية نظمت اليوم الجمعة بطنجة إحياء لذكرى المفكر والكاتب والشاعر الراحل عبد الكبير الخطيبي على هامش الدورة ال`11 للمهرجان الوطني للفيلم، هذا المبدع في علاقاته مع الفنون، خاصة الصورة والسينما والموسيقى. وقد لامس المشاركون في الندوة، التي نظمها المركز السينمائي المغربي والمجلة الفلسفية "الأزمنة الحديثة"، كل من زاوية نظره، هذا المفكر متعدد الاهتمامات، فاعتبره المدير العام للمركز السينمائي المغربي نور الدين الصايل، "مناضلا في السينما" فهو الذي "يخاطر في الكتابة ... ولم يكن يتحدث بالأنا". وتحدث الصايل، الذي قال إنه "يقطن في وحدة لا يتحملها بعد موت صديقه الكبير وأستاذه الذي تجمعه به روابط كثيرة مشتركة كالهوس بالجمال" عن علاقة عبد الكبير الخطيبي بالشاعر مالارمي، وكذا عن تفكير الخطيبي في المغرب، التفكير الذي وصفه الصايل ب"الواعي". وفي السياق ذاته، قال عبد الله البلغيثي العلوي، إن لقاء عبد الكبير الخطيبي مثلا مع السينما هو لقاء أيضا "واع"، يعطي أهمية للصورة التي يعتبرها "من آليات حوار المرايا". وقد كتب الخطيبي، حسب البلغيثي، كتابات لصيقة بالفنانين كما كتب نصوصا موازية حول مسيرتهم، وهي التي تدخل في إطار تجديد آليات مساره الأدبي والفني. أما آسية بلحبيب، فقد أشارت بالخصوص إلى حضور السينما في كتابات الخطيبي، معتبرة أن هذه الكتابات يمكن أن تكون مادة دسمة لأشرطة سينمائية، خاصة أن الخطيبي كان يكتب عن "المشترك، والباحث الدائم عن الكينونة"، فالرباط مثلا في كتاباته "فضاء هندسي يشكل قلقا معرفيا" (كتابه "ثلاثية الرباط" بلاندن- باريس - 1993). كما توجد في كتاباته مؤشرات لديكور فاسي، على سبيل المثال، وفي بحثه أيضا عن الماوراء، والسينما الصامتة من خلال دعوته القارئ الى ملء فراغات الحوار. أما فريد الزاهي، فلم يصدق موت عبد الكبير الخطيبي، ببساطة فقط "لأننا كنا نعتقد بأنه أكبر من الموت لأنه فكر هذا الموت في حياته". وناقش الزاهي موقع الفن في فكر الخطيبي من مرتكزات "العلامة بوصفها صورة" و "الصورة بوصفها علامة"، ومن خلال علاقته باللغة العربية كقارئ لأجمل النصوص العربية. وأشار الزاهي إلى علاقة الخطيبي بالسينما والموسيقى (الجاز والبلوز) من خلال اشتغاله على الإيقاع في رواياته، وعلاقته بالصورة الفوتوغرافية، كجزء من متخيله البصري والفكري يتجاور فيها المشخص بالتجريدي. وتناول الطيب بلغازي آخر محاضرة للخطيبي بالرباط "الأطلنتي وعبر الأطلنتي" الذي قال عنها إنها آخر إبداع للخطيبي بشكل جماعي حاول فيه ربط علاقات بين المغاربة والامريكيين فيما ركز عبد الإله الخليفي على ضرورة عدم اختزال مؤلفات الخطيبي في "نظرتنا الخاصة"، داعيا إلى بحث جمالي في كتابات الخطيبي، خاصة كتابه "الذاكرة الموشومة".