لم يمنع هطول الأمطار وانخفاض درجة الحرارة مارغريت من الوقوف لساعات طويلة، الاثنين، لحضور خطاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في مدينة مانشستر بولاية نيوهامشر شمال البلاد. هسبريس حضرت الحدث، وقامت بجولة وسط مؤيدي ترامب في ولاية ظلت طوال سنوات من الولايات الديمقراطية، خصوصا خلال الانتخابات الرئاسية، شأنها في ذلك شأن ولايات الشمال الشرقي. وتبدي كتلة واسعة من القاعدة الشعبية لترامب رهبتها من "الاشتراكية والشيوعية"، خصوصا وأن السيناتور بورني ساندرز، أحد أبرز مرشحي الحزب الديمقراطي في الانتخابات التمهيدية، يقدم نفسه ك"ديمقراطي اشتراكي". رهبة من الاشتراكية لم تكن مارغريت استثناء، فقد حج العديد من الأمريكيين إلى مركز مدينة مانشستر في الصباح الباكر ليوم الاثنين، رغم أن خطاب ترامب برمج على الساعة السابعة مساء، ما جعل المدينة الهادئة تعيش حالة أشبه بالاستنفار يوما قبل الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي المقررة الثلاثاء. وقالت مارغريت في حديث لهسبريس: "أدعم ترامب لأن عائلتي هربت من بلد شيوعي شرق أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، ولو بقي والدي هناك لما كنت الآن على قيد الحياة". وتحدثت مارغريت بحماس كبير عن سياسات الرئيس الأمريكي الحالي، واعتبرها الأفضل لبلد كالولاياتالمتحدة، قائلة: "لا حرية تحت حكم شيوعي، فالروس قتلوا كل من كان يدافع عن الحرية وهم يعيشون الآن بدون ديمقراطية"، وفق تعبيرها. وتابعت المتحدثة ذاتها بأن "ترامب يريد الحرية للشعب الأمريكي وتقييد صلاحيات الحكومة الفيدرالية لكي لا تتحكم في مصائرنا، ويريد المحافظة على حقنا في حمل السلاح"، مضيفة أن "من يدعم الحزب الديمقراطي هم فئة جاهلة لا تعرف الواقع والتاريخ". أما إلاي، الذي يقدم نفسه من "أشد داعمي ترامب في المدينة"، فاعترف بأنه خلال سنة 2016 كان يدعم السيناتور الديمقراطي بورني ساندرز، لكنه قرر بعد ذلك تغيير توجهاته السياسية نحو الحزب الجمهوري. وقال إلاي في حديث لهسبريس: "درست في مدرسة عمومية وكان هناك تحيز واضح ضد المحافظين، خصوصا من قبل الأساتذة، ما أثر على رؤيتي للسياسة"، لكنه استدرك قائلا: "بعد أن بدأت في الانفتاح على مختلف الآراء، اقتنعت بأنني لم أكن على صواب". وعلى خطى رئيسه المفضل، وجه إلاي سهام نقده إلى الإعلام الذي وصفه بأنه "إعلام زائف لا ينقل الحقيقة"، وشدد على أن "ترامب هو الأوفر حظا للظفر بالانتخابات في نوفمبر المقبل"، مشيرا إلى أن "أفضل قرار قام به الجمهوريون هو عدم تقديم أي مرشح ضده في الانتخابات التمهيدية، ومنحه الفرصة لإكمال مشروعه". ولا تختلف مواقف جريمي، البالغ من العمر 29، عما صرح به كل من إلاي ومارغريت؛ إذ أبدى تأييده لتغيير اتفاق التبادل التجاري مع كندا والمكسيك، "فما قام به ترامب سيوفر المزيد من الفرص للمزارعين الأمريكيين"، على حد قوله. أما فيما يخص الهجرة، فأشاد جريمي بخطة ترامب لتشييد جدار على الحدود الأمريكية المكسيكية، مشددا على ضرورة "الهجرة الشرعية"، قائلا: "أتفهم أن عددا من الراغبين في الاستقرار ببلادنا يعيشون أوضاعا غير مستقرة، لكن يجب أن يأتوا إلى هنا بطريقة شرعية". ورغم حديثه بشكل مستفيض عن ترامب، إلا أن جريمي لا يبدو ملما بما يقوله المرشحون الديمقراطيون، ووعودهم بتوفير التغطية الصحية، والإعفاء من ديون الطلبة، وقال: "لا أعرف الكثير عن برنامج أي مرشح ديمقراطي، ومسألة التصويت محسومة عندي، فصوتي سيذهب إلى ترامب". ترامب: شعبية متزايدة مر الرئيس دونالد ترامب بفترة صعبة خلال الأشهر الأخيرة، بعد شروع مجلس النواب في إجراءات عزله وتوصيته لصالح هذا العزل بالأغلبية، قبل أن يقوم الجمهوريون بمجلس الشيوخ بإقبار مخطط الديمقراطيين هذا. ويبدو أن أسابيع الشد والجذب بين الديمقراطيين وترامب كانت في صالح هذا الأخير، حيث ارتفعت شعبيته بنقطتين، حسب استطلاع للرأي أجراه موقع "ذاهيل" بشراكة مع مؤسسة "هاريس أكس". فأياما بعد قرار مجلس الشيوخ تبرئة ترامب من التهم التي وجهها إليه الديمقراطيون بغية عزله، ارتفعت شعبيته لتصل إلى 49 في المائة، وهو أعلى معدل يحققه خلال الأشهر الأخيرة، في حين لم يتجاوز قبل شهر 47 في المائة. في المقابل، فإن الرئيس الحالي ما يزال يتمتع بتأييد الأغلبية الساحقة في الحزب الجمهوري، بنسبة تتجاوز 90 في المائة في مختلف استطلاعات الرأي.