صدرت، حديثاً، عن منشورات المتوسط بإيطاليا، رواية جديدة للروائي المغربي عبد القادر الشاوي بعنوان "مرابع السّلوان" في 160 صفحة من القطع الوسط، تزامنا مع تنظيم الدورة السادسة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء. وينتصرُ عبد القادر الشاوي، في روايته "مرابع السّلوان"، لأصوات الضحايا، عبر رحلة لوحة الفنان فريد بلكاهية النُّحاسية التي تُخلِّد الواقعة التشيلية في متحف الذاكرة، باعتبارها تجسيد للتَّضامن والتعبير عن المصائر المرتبطةِ بالوجع ذاتهِ، العابرِ للقارات، من مغربِ سنوات الرَّصاص إلى انقلاب بينوشيه. وجاء في كلمة الناشر على غلاف الكتاب أن "الرواية تقتفي أثرَ المُعذَّبين في المَغرب، خلالَ مرحلة العدالة الانتقائية في مقابل محاولات الإنصاف، وتحكي قصصهم في ذلك الماضي بخجلٍ ربّما، لكن على إيقاع الفضح وكشفِ المسكوت عنه"، متسائلا: "هل يكون الإفصاح عنها أثقل وطأةً من تلك الفظاعات التي ارتُكبت؟ سيَرُ أناسٍ ماتوا، وآخرينَ أصيبوا بالجنون؛ لكنَّهم واصلوا السَّير في البراري والسِّياط تجلِدُهم، وإنْ كان للماضي ذاكرة فالحاضر هو مستودع تلك الذاكرة". وأضاف المصدر ذاته أن "الناشر يخاطبُ القارئ زاعماً: لا تحتاجُ إلى التورُّطِ في هذه الرواية، والإحساسِ بمذاقِ النُّحاس على لسانكَ، سوى قراءةِ الجملة الأولى: «سمعتُ يومًا من يقول: إنَّ الذاكرة ليست متحفًا فقط، بل تعزية أيضًا»، لكنَّها لم تعد مكانًا للاستراحة وتخفيف الألم؛ هيَ سلاحُ الضَّحايا الأخير، فكيف لها أن تخبو؟". يشار إلى أن عبد القادر الشاوي ناقد وروائي، من مواليد 8 أكتوبر 1950 في المغرب، معارض ومعتقل سياسي سابق، قضى 15 سنة في السجن، ما بين (1974-1989)، بسبب نشاطاته السياسية، قبل أن يعيّن سفيرًا للمغرب في تشيلي، كتب ونشر أولى نصوصه الشعرية والقصصية ومقالاته الأدبية في صحف ومجلات مغربية وعربية منذ 1968. لتصدر له، بعد ذلك، أعمالٌ عديدة في الدراسات الأدبية والفكرية، بالإضافة إلى إنتاجه الروائي الذي بدأه سنة 1986.