قدم الروائي المغربي عبد القادر الشاوي روايته الجديدة “بستان السيدة” في حفل أقيم، مساء أمس السبت، بكلية الآداب والعلوم الانسانية بمدينة أكادير، والذي نظمته رابطة أدباء الجنوب، بحضور ثلة من الأساتذة والطلاب وحكى الروائي عبد القادر الشاوي عن سياق كتابة روايته الجديدة “بستان السيدة” بكونها تعود إلى عام 2007، حينما كان في سفارة مدريد. يقول عن ذلك: في عام 2007 سألتني صحفية عما تعد به بعد إقامتك هنا (أي في مدريد)، فأجبتها “حديقة النساء”، غير أنني أعدت كتابتها هاته الرواية من جديد بعد عشر سنوات أسميتها “بستان السيدة”. ووصف روايته الجديدة بأنها ” مركبة في تقنياتها وأسلوبها وموضوعها” . وبخصوص بنيتها النصية، أوضح الشاوي على أن “بستان السيدة” فيها بنية تقابلية تتألف من مربعين، الأول فيه حياة يلم الكاتب والشخصية وسعد، وهي مجرد أقنعة تناوب على تشكيل المعنى بطريقة شضرية، فيما المربع الثاني الذي يضم حنان وكريم لهما حياتهما الخاصة في باريسومدريد، وهي مجموعة أقنعة تتناوب، وتعمل على تشييد المعنى في بناء الرواية بتراسل نصي، على حد تعبير الروائي. وخلص الشاوي إلى أن ما يجمع ذلك أربعة روابط أساس، الأول يتمثل في سبب المعرفة، والثاني في محاولة التقاط عناصر حياة كل منهما (هي في مدريد، وهو في باريس)، والثالث سيرة سهلت عملية الالتقاء، والرابع رابط معنوي ونصي، حيث يكتب عن رواية أخرى (مفترضة) فرنسية/إنجليزية، في علاقة ثنائية بين فتاتين من نفس الشكل. وزاد موضحا: بدأت بفصول قصيرة، وانتهت بتقرير، وفيها نوع من التشظي، لأن هدفي أن أوصل فكرة اللامعنى، وأحينا العدم والاستحالة بسبب تأثيرات قرائية معينة، لأن الوحدة تكرس التماهي، والاختلاف يفرز الاستحالة. فزازي: الشاوي قامة كبيرة جمع بين موسوعية المبدع والمفكر وصف عبد السلام فزازي، وهو أستاذ جامعي بكلية الآداب والعلوم الانسانية بأكادير، في تقديمه للروائي المغربي عبد القادر الشاوي بأنه “قامة كبيرة، جمع بين موسوعية المبدع والمفكر والديبلوماسي، على المغرب أن يفتخر به وبأمثاله”. وبسط فزازي عددا من مؤلفات الروائي الشاوي، ابن الشاون، ومساره تجربته الثقافية وبصمته اللاتينية، حيث يحاور الموت والحياة، ويخاطب الفلسفة الوجودية، ويكن له جميع الكتاب احتراما داخل اتحاد كتاب المغرب” على حد قول فزازي صديق الشاوي منذ الجامعة. الراشدي: الشاوي شخصية مغربية عجيبة القاص والروائي المغربي عبد العزيز الراشدي، وصف عبد القادر الشاوي بأنه “شخصية مغربية عجيبة، ورجل عنيد، دخل دار المخزن من دون أن يفقد عوده، يقول لا حيث يقول لا”. وبسط الراشدي ما أسماه “عتبات” رواية “بستان السيدة” في كون الغلاف “مفتاح لقراءة عمل الشاوي الروائي، حيث يحكي عن تجربة الحياة والكتابة، في قالب أشبه بالعلبة الصينية علبة داخلها علبة صغيرة، وهي طريقة خاصة في كتابات الروائي المغربي عبد القادر الشاوي”. وقدم الراشدي عتبة معجم الرواية في كون الشاوي يدمج لغة مغربية في ثنايا إصداره الجديد من قبيل “ها الأسباب..ها النتائج” و”وفيه وفيه..” و”لولا الحوار الذي يجري قدامي..”، وهو كنز أدبي رفيع زاده توهجا إَضافات وحواشي الروائي في إصداره الذي يقع في 166 صفحة.