نظمت جمعية فضاءات ثقافية بالعرائش يوم السبت 17 نوفمبر 2018 أمسية ثقافية برحاب المركز الثقافي الإقليمي استضافت من خلالها المفكر والأديب والدبلوماسي المغربي عبد القادر الشاوي لقراءة وتوقيع عمله الروائي الجديد (بستان السيدة). بدأ اللقاء الذي تجاوز الثلاث ساعات بكلمة ترحيبية للسيدة لمياء عن جمعية فضاءات ثقافية، ثم انبرى الشاعر إدريس علوش لتسيير واحدة من أنجح اللقاءات الثقافية التي عرفها الفضاء سنة 2018، حيث اجتمعت ثلة من أبرز وجوه النخبة المثقفة بالمدينة وتابعت باهتمام بالغ القراءة العميقة والمستفيضة للأستاذ عزيز قنجاع الذي أخذ الرواية من التفصيل إلى التأمل، ومن النص الإبداعي الأدبي إلى فلسفة الذات لا بل إلى شواطئ التصوف، الشيء الذي أبهر صاحب الرواية وألزمه التذكير على أن نجاح الكتابة رهين بتلون القراءات وتطبيعها مع زوايا الرؤية لدى القارئ أو الناقد، هذا وقد أشار الكاتب عبد القادر الشاوي في معرض مداخلته وردا على استفسار أحد المتدخلين أنه تعمد الاشتغال بتقنية المقابلة قبل أن يجد رؤوس الأقلام، هو قرر ذلك سلفا لأنه يملك الفكرة والحرفة والأدوات، وليس المجال مفتوحا حسب رأيه للانصياع إلى "الإكراهات السردية".. اللقاء طبعته أجواء حوارية وتفاعلية دافئة اختتم بتوقيع الرواية للقراء من قبل الكاتب المغربي الكبير. بستان السيدة رواية من إصدارات دار الفنك للنشر سنة 2018، جاءت في 166 صفحة من الحجم المتوسط، يقول عنها الكاتب "لم يكن الانتحار قدرا حتميا في أيام حنان الداودي، ولكن حياتها الشخصية المتقلبة، طورا في تجربة أليمة أسكنتها في الأوهام فاعتصرت قلبها، وطورا آخر في علاقة شبه عاطفية مفترضة وملغزة بالتأكيد، أنهت مشوارها الإنساني، فجأة، على شيء كثير من الغموض المحيط بها. وفي هذه الرواية سبر لهذا (العالم) من خلال تبادل الرسائل النصية بين سارد توهم العلاقة واللقاء وشخصية قلقة على وشك الاعتراف بالحب، أما القاسم المشترك في النص على الصعيد الإنساني فكامن في الهشاشة التي تخذل العواطف وتهدّدها باليأس." عبد القادر الشاوي باحث وروائي ومفكر ودبلوماسي مغربي، له عدة مؤلفات في مجالات فكرية، سياسية وأدبية مختلفة. معتقل سياسي سابق، جسدت كتاباته العديد من تناقضات المجتمع المغربي وأحلام جيله. صدر له في الرواية : "كان وأخواتها" 1986، "دليل العنفوان" 1989، "باب تازة" 1994، "الساحة الشرفية" 1999 التي حصلت على جائزة المغرب للأدب، "دليل المدى" 2003، "من قال أنا؟" تخييل ذاتي 2006. كما أنجز العديد من الأبحاث والدراسات الأدبية نذكر منها "الذات والسيرة" 1996، التخلف والنهضة" 1998، "الكتابة والوجود، السيرة الذاتية في المغرب" 2000.. يعد عبد القادر الشاوي من المهتمين بالسيرة الذاتية وقد هيمن هذا المدى على مسار كتابته الإبداعية، فالذات بالنسبة له تخييل وواقع في نفس الآن، تعمل الكتابة على السؤال في قضاياها.