قال البنك الدولي في تقرير جديد له إن دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومن ضمنها المغرب، تعتبر الأكثر غباراً في العالم، بحيث تعرف عواصف رملية وترابية. وأعطى البنك الدولي مثال عدد من المدن التي تشهد من حين إلى آخر عواصف رملية، مثل مراكش والقاهرة والرياض، حيث تتسبب في ظهور سحابة برتقالية هائلة على الشوارع. وذكر التقرير، المعنون ب"العواصف الرملية والترابية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا - المصادر والتكاليف والحلول"، إن الأبحاث الميدانية وصور الأقمار الصناعية تُظهر أن الصحراء الكبرى هي أكبر مصدر للغبار والرمال في العالم. وحسب تقديرات البنك الدولي فإن العواصف الترابية والرملية تكلف المنطقة أكثر من 150 مليار دولار سنوياً، وهو ما يعادل أكثر من 2.5 في المائة من إجمالي الناتج المحلي لمعظم بلدان المنطقة. وأشارت المؤسسة الدولية إلى أن أسباب ازدياد العواصف الترابية والرملية مردها إلى سوء إدارة الأراضي الذي يؤدي إلى تدهورها، وحذر من أن الغبار والرمال يمكن أن تنشأ عنها تأثيرات كبيرة على الصحة وسبل العيش والمجتمعات المحلية. وقارن البنك الدولي في تقريره جودة الهواء في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمناطق الأخرى، ووجد أن المنطقة تشهد واحداً من أعلى معدلات تركيز الجسيمات في العالم، والتي تقاس بمستويات PM2.5 وPM10 وترفع معدل الوفيات المبكرة. وفي المغرب خلص البنك الدولي إلى أن مستويات تركيز الجسيمات في الهواء بمستوى PM2.5 يصل إلى 17.36 في المتر مربع كمتوسط سنوي، فيما يصل بمستوى PM10 إلى 27 كمعدل سنوي في المتر مربع. وتسجل أعلى المعدلات في كل من العراق ومصر. ويكلف هذا التلوث الهوائي في دول المنطقة ملايير الدولارات. وتقدر الخسارة في المغرب ب4.1 مليار دولار، ما يمثل 39 مليار درهم، أي 1.73 في المائة من الناتج الداخلي الخام. ويكبد هذا الأمر مصر والسعودية أكثر من 30 مليار دولار سنوياً. ويقدر البنك الدولي الوفيات الناجمة عن ضعف جودة الهواء في المغرب ب900 حالة سنوياً، فيما يصل الرقم إلى 15 ألفا في مصر و10 آلاف في العراق وحوالي 800 في تونس، و1800 حالة وفاة في موريتانيا. وأكد التقرير أن هناك أدلة قوية على أن الغبار يسبب حالات الربو ويزيدها سوءاً. كما تؤثر العواصف الترابية تأثيراً سلبياً على صحة الإنسان وحياته في كل من المناطق الجافة والمناطق التي تقع في اتجاه هبوب الريح. ويشدد البنك الدولي على ضرورة اعتماد الدول المعنية استثمارات مبتكرة لمعالجة تدهور الأراضي في المنطقة؛ ناهيك عن استعمال أنظمة الإنذار، سواء الأرضية أو المعتمدة على الأقمار الصناعية، لتحسين النتائج الصحية.