يدخل منتخب الكوت ديفوار، الذي لعب أدوار طلائعية في الدورات الثلاث الأخيرة من كأس إفريقيا للأمم في كرة القدم، من جديد غمار البحث عن لقب إفريقي ثان خلال نهائيات الدورة ال28 التي يتواجد في مجموعتها الثانية إلى جانب منتخبات أنغولا وبوركينافاصو والسودان. وبالرغم من الجيل الذهبي، الذي يقوده النجم ديديي دروغبا والذي فرض نفسه في الساحة الكروية الإفريقية منذ سنة 2005، فإن منتخب "الفيلة" لم يتمكن من معانقة اللقب الذي كان في متناوله في أكثر من مناسبة، خاصة وأن نجمه سطع أيضا على المستوى العالمي بمشاركته مرتين في نهائيات كأس العالم (2006 و2010). ويبقى أفضل إنجاز للمنتخب الإيفواري، الذي نال أول لقب قاري له سنة 1992، خلال الدورات الثلاث الأخيرة، بلوغه نهاية دورة سنة 2006 التي خسرها أمام المنتخب المصري، الذي كان حينها في أوج عطائه، بالضربات الترجيحية. وكانت مشاركة "الفيلة" في الدورتين المواليتين أقل تألقا لكن تبقى متميزة ببلوغهم نصف نهاية دورة 2008 وانهزامهم أمام المنتخب المصري بحصة 4-1، قبل أن يسجل عطاءهم تراجعا واضحا في دورة 2010، التي ودعوا منافساتها في دور الربع على يد أشبال المدرب الجزائري رابح سعدان، في مباراة صعبة للغاية. ووقع زملاء النجم ديدي دروغبا على مشوار متميز في الإقصائيات حيث تمكنوا من بلوغ النهائيات بعد أن تصدروا بجدارة لا مثيل لها كل المنتخبات التي شاركت في المرحلة الحاسمة لتصفيات المجموعة الثامنة برصيد 18 نقطة، من ستة انتصارات متتالية على منتخبات رواندا وبورندي وبنين، ولم يعرفوا طعم التعادل أو الخسارة مطلقاً، وسجل نجوم الفريق 19 هدفا وتلقت شباك الحارس أبوبكر باري أربعة أهداف فقط في المواجهات الست. أما منتخب أنغولا، الذي نجح في بلوغ دور ربع النهاية في الدورتين السابقتين (2008 و2010) وبلغ نهايات مونديال ألمانيا 2006 (الدور الأول)، فسيبدأ مشواره في هذه النهائيات على أمل خلق المفاجأة وتجاوز مرحلة التمثيل المشرف، عند مواجهته لمنتخب بوركينافاصو، منافسه الأقوى على بطاقة الصعود الثانية للدور الثاني عن المجموعة الثانية. وتأهل المنتخب الأنغولي للنهائيات بصعوبة عن المجموعة العاشرة، حيث انهزم أمام منتخب أوغندا بثلاثية نظيفة في الجولة الأولى، وتلقى خسارة ثانية أمام منتخب كينيا 1-2 في الجولة الثالثة بنيروبي. بيد أنه تمكن من انتزاع صدارة المجموعة من أربع انتصارات وهزيمتين وسبعة أهداف في شباك منافسيه مقابل استقباله لخمسة أهداف، ليجمع 12 نقطة منحته الصدارة بفارق نقطة واحدة عن منتخب أوغندا بعد أن حقق ثلاث انتصارات متتالية عليه وعلى منتخبي كينيا وغامبيا في الجولات 5 و 4 و 6. ومن جانبه، تبقى حظوظ منتخب بوركينافاصو "الفحول" متساوية مع نظيره الأنغولي وأفضل قليلاً من المنتخب السوداني لمرافقة منتخب كوت ديفوار إلى الدور الثاني، إذا ما خضعت الأمور للمنطق، ويبقى أهم لقاءاته في الجولة الأولى أمام منتخب أنغولا، فإذا فاز تكون فرصته في الصعود كبيرة وإلا فسيكون عليه مواجهة مصيره المعتاد في الخروج من الباب الخلفي على غرار جميع مشاركاته ما عدا المرة التي استضاف فيها الكأس سنة 1998 وحل رابعا بعد تعثره أمام منتخب مصر في نصف النهاية (0-2) ثم أمام الكونغو الديمقراطية بالضربات الترجيحية (1-4) (4-4). ويبقى حلم منتخب "الفحول" مشروعا في تجاوز الدور الأول، بفضل تشكيلته التي تضم مجموعة من النجوم كلاعب أولمبيك مارسيليا الفرنسي، شارل كابوري، وصخرة الدفاع باكاري كوني ألان تراوري وجوناتان بيتروابا. ومن جانبه، سيعمل المنتخب السوداني، أحد المنتخبات العربية الأربعة المشاركة في نهائيات الدورة ال28 لكأس إفريقيا للأمم، على تكريس الإنجازات التي حققتها الأندية في المنافسات القارية، وبالتالي تحيين سجله الذي مازال يقتصر على النتائج التي تعود إلى بدايات المسابقة القارية، وخاصة إحرازه لقب دورة 1970 وكان على حساب منتخب غانا (1-0) والمركز الثاني سنتي 1959 و1963 والثالث في دورة 1957. ويعول المدرب محمد عبد الله مازدا على مجموعة تتشكل في مجملها من لاعبين محليين، ينتمي أغلبهم إلى ناديي الهلال، الذي خاض دور المجموعات لدوري عصبة الأبطال الإفريقية 2011، والمريخ، الذي فرض إسمه على الساحة الكروية القارية.