ستكون ساحل العاج أكثر المنتخبات الأفريقية المرشحة لترك بصمة قوية في المونديال الذي يقام للمرة الأولى في القارة السمراء، لكن الضربة التي تلقتها بإصابة نجمها الأول ديدييه دروغبا بكسر في ديه قد تخلط أوراق «الفيلة» في جنوب أفريقيا. هداف ماهر وقائد ملهم عرف طريق البطولات وتوجها هذا الموسم بثنائية نادرة مع ناديه تشلسي الانكليزي وحصل على لقب هداف الدوري (29 هدفا)، لذلك سيكون غياب دروغبا عن صفوف بلاده ضربة موجعة رغم أن تشكيلة بلاده تزخر بنجوم كثيرين. تملك ساحل العاج تاريخا قويا على الصعيد القاري، فرغم إحرازها لقب كأس أمم أفريقيا 1992 لكنها انتظرت حتى النسخة الأخيرة من كاس العالم في ألمانيا 2006 لتستهل مشوارها في النهائيات، حيث وقعت في مجموعة صعبة خسرت فيها أمام الأرجنتين وهولندا 2-1 قبل ان تقلب تأخرها أمام صربيا ومونتينيغرو صفر-2 وتفوز 2-3، فكان لافتا أنها سجلت في جميع مبارياتها في كأس العالم. مرة جديدة، وقعت ساحل العاج في مجموعة الموت، إلى جانب البرازيل بطلة العالم خمس مرات، البرتغال القوية وكوريا الشمالية الغامضة. طريق النهائيات كانت مفروشة بالورود لدروغبا وزملائه، حيث فازوا خمس مرات وتعادلوا مرة واحدة من أصل 6 مباريات في الدور النهائي في مجموعة ضمت بوركينا فاسو، مالاوي وغينيا، محققين أعلى رصيد تهديفي بلغ 19 هدفا وبفارق كبير عن هجوم باقي المنتخبات. تزخر تشكيلة ساحل العاج بنجوم يحترفون مع صفوة الأندية الأوروبية لدرجة أنها كانت الدولة الوحيدة في مونديال 2006 التي لم تضم أي لاعب من بطولتها المحلية. والى جانب دروغبا الذي يحوم الشك حول مشاركته، يبرز سالومون كالو لاعب وسط تشلسي المهاجم, ساعد دفاع أشبيلية ديدييه زوكورا ونجم وسط برشلونة الأسباني يحيى توريه القادر على اللعب في قلب الدفاع في جوار شقيقة ونجم أرسنال سابقا حبيب كولو توريه، بالاضافة الى ايمانويل ايبويه لاعب ارسنال الانكليزي المقاتل وارتور بوكا لاعب شتوتغارت الألماني, وبالطبع المهاجم المتألق مع ليل الفرنسي جرفينيو. وإذا كان وسطها وهجومها مميزا، إلا أن هشاشة دفاع ساحل العاج قد تضع المدرب السويدي سفن غوران أريكسون في مأزق, وذلك بعدما تكشف هذا الأمر في مواجهة الجزائر في أنغولا 2010، وجراء نهاية الموسم السيئة لحارس المرمى بو بكر باري مع ناديه لوكيرين البلجيكي والأداء المتعثر للمدافع سليمان بابا. صحيح أن المدرب البوسني وحيد خاليلودزيتش الذي أشرف على المنتخب بعد كأس أمم أفريقيا 2008 قاد الفريق إلى نهائيات المونديال، لكن الصورة التي ظهرت بها الفيلة في كأس أمم أفريقيا مطلع العام الحالي في أنغولا كانت أقل من التوقعات التي رشحت الفريق البرتقالي إلى إحراز اللقب، لكنه سقط في فخ منتخب الجزائر في ربع النهائي فدفع المدرب البوسني الثمن وأقيل من منصبه. وبعد ارتباط اسمي المدربين الهولندي غوس هيدينك والألماني برند شوستر بموقع المدرب خرج اسم السويدي سفن غوران اريكسون إلى العلن واستلم مهمته قبل أشهر قليلة على انطلاق كأس العالم. ورغم قصر الفترة الزمنية، إلا أن اريكسون المقال من تدريب منتخب المكسيك يملك خبرة كبيرة بالتعامل مع النهائيات بعد قيادته انكلترا إلى ربع نهائي مونديالي 2002 و2006، كما انه قاد أندية طليعية في ايطاليا، البرتغال وانكلترا. * سجل التصفيات: - الدور الثاني: 6 مباريات، 3 انتصارات، 3 تعادلات، 10 أهداف، هدفان في مرماها، 12 نقطة. - الدور الثالث: 6 مباريات، 5 انتصارات، تعادل واحد، 19 أهداف، 4 أهداف في مرماه، 16 نقطة. - الأكثر مشاركة: ديدييه زوكورا، ايمانويل ايبويه (12). - الهدافون: ديدييه دروغبا (6 أهداف).