قال عبد اللطيف وهبي، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة المرشح للأمانة العامة للحزب، إنه "مصمم على قطع خيوط العلاقة مع المخزن من أجل ضمان استقلالية القرار الحزبي"، مشيرا إلى أن المتتبعين سيتفاجؤون كثيرا بحجم التحول الذي سيبصم مسار "البام" في مستقبل الأيام، "خصوصا وأن الأعضاء باتوا شرسين في الدفاع عن قناعاتهم". وهبي الذي كان يتحدث في الندوة الصحافية لإعلان ترشيحه الرسمي لمنصب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، صباح اليوم الخميس، أضاف أن "العلاقة مع المخزن لا تلزمها خطة، بل هي مرتبطة بقرار حاسم"، مسجلا أن تجارب "أحزاب الدولة"، في كافة ربوع المنطقة، أثبتت فشلها، وبالتالي يجب القطع مع هذا لكي يتجنب "البام" الفشل بدوره. واعتبر وهبي، الذي كان محاطا بأوجه قيادية عدة بحزبه، أن "تنظيمات الإسلام السياسي مجرد فزاعة لإخافة الجميع"، مشيرا إلى أن إمارة المؤمنين ووزارة الأوقاف هما أيضا "إسلام سياسي"، مضيفا: "لا أنظر بسلبية إلى الأحزاب ذات التوجهات الدينية، فكل التنظيمات السياسية تضع الدين الإسلامي ضمن أدبياتها، الاختلاف سيكون لو كانت هذه الأحزاب لا تحترم ثوابت المملكة". وأكد القيادي السياسي أن "الصراع الذي عاشه البام طوال الفترة الماضية هو ضمانة للقطيعة مع الماضي الحزبي"، ورد على منافسه الشيخ بيد الله الذي نفى وجود تيارات داخل الحزب، بأن "السجال الذي خاضه مختلف الأعضاء كان بين تيارين، واحد يريد استقلالية الحزب واللجوء إلى المؤسسات، وآخر يبتغي استمرار ممارسات الماضي". وأردف وهبي أن "الأصالة والمعاصرة من أخطر الأحزاب التي يمكن أن يكلف شخص بتسييرها، بحكم اعتماد أغلب أعضائه على أساليب الماضي"، مشيرا إلى أن "المغرب بحاجة ملحة إلى حزب حداثي ديمقراطي يختلف مع التنظيمات المحافظة"، مضيفا أن "البام سيعود من بعيد، من حزب الدولة والتعليمات إلى فكرة نبيلة ديمقراطية تعزز انخراط المملكة في القرن الواحد والعشرين". وأكمل المتحدث قائلا إن "سعي الحزب هو أن يحل في المرتبة الأولى خلال استحقاقات سنة 2021، لكن إن لم يكن ذلك متاحا، فسيصفق للفائزين"، ورحب بإمكانيات التحالف الممكنة، وأبدى احترامه لمنافسه محمد الشيخ بيد الله الذي قال عنه إنه صديقه وإطار دولة له مواقفه وتصوراته المحترمة، مؤكدا أن "للمؤتمر كامل الصلاحية في الحسم في اسم الأمين العام المقبل لحزب الأصالة والمعاصرة".