سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أنباء عن لقاء مرتقب بين قيادتي الأصالة والمعاصرة والاستقلال لنزع فتيل التوتر بينهما بيد الله أبلغ أعضاء المكتب الوطني بطلبات الاستقلاليين عقد اللقاء وقيادي استقلالي يقول إن ذلك من مصلحة «البام»
بعد أشهر من التوتر، الذي طبع علاقة حزبي الأصالة والمعاصرة والاستقلال، يبدو أن الأمور تتجه إلى التهدئة وتطويق الخلافات، في ظل وجود مساع للتهدئة من خلال عقد لقاء بين قياديي الحزبين في غضون الأيام القادمة. مصادر حزبية مواكبة للصراع الدائر بين الحزبين على واجهات عدة، كشفت ل «المساء» أن محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أبلغ أعضاء المكتب الوطني لحزبه، خلال اجتماعهم الأسبوع الماضي، بأنه تلقى طلبات من قياديين استقلاليين من أجل عقد لقاء بين قيادتي الغريمين السياسيين من أجل وضع حد للحرب الدائرة بينهما وتجاوز خلافاتهما أو على الأقل تهدئة الأمور ووقف التراشق الإعلامي وتبادل الاتهامات والنعوت بينهما. وفيما رفضت المصادر الحزبية الكشف عن هوية القياديين الاستقلاليين، الذين يسعون إلى تصفية الأجواء، وتكريس التهدئة ومحاولة طي صفحة التوتر على الأقل في المرحلة الراهنة المتسمة بالحساسية، رجحت نفس المصادر أن يبادر أحد الحزبين إلى الإقدام بشكل رسمي على خطوة طلب لقاء التهدئة خلال الأسابيع القادمة. وكانت الحرب بين «البام» والاستقلال قد دخلت منعطفا خطيرا، بعد اندلاع أحداث العيون في 8 نونبر الفائت، حيث تبادل الطرفان الاتهامات حول المسؤولية عن تلك الأحداث بين الاستقلالي حمدي ولد الرشيد ووالي العيون السابق محمد جلموس المحسوب على «البام». كما تحول مجلس المستشارين إلى ساحة لتصفية بعض الحسابات السياسية، من خلال مسطرة طلب الإحاطة علما، حيث لجأ الفريق الاستقلالي إلى الاستنجاد بقاموس غير معهود في الرد على خصمه، وشحذ أسلحته في وجه قياديي «البام»، الذين وصفهم ب«خفافيش تخشى الديمقراطية» و«تتقوى بالسر والعلنية بجهة نافذة حتى أضحت تعتبر نفسها دولة داخل الدولة». فيما حافظ مستشارو «البام» على نهج مهاجمة الوزراء الاستقلاليين وتدبيرهم القطاعات التي يديرونها، وكذا الوزير الأول، مذكرين إياه بفضيحة «النجاة». و قال عضو في المكتب الوطني للأصالة والمعاصرة، طلب عدم ذكر اسمه، في اتصال مع «المساء» إن عقد لقاء بين حزبه وحزب الاستقلال «محتمل جدا»، مشيرا إلى «احتمال عقد لقاءات أخرى مع أحزاب التقدم والاشتراكية والأحرار والحركة الشعبية والاتحاد الاشتراكي الذي نتابع الأوضاع داخله، وننتظر خروجه من المأزق الداخلي الذي يعيشه، لبحث سبل التحاور الممكن في إطار الشعارات الكبرى التي يرفعها حزبنا». وأضاف أن «الحزب يمد يده إلى كل مكونات المشهد السياسي، ومن ضمنها حزب الاستقلال.. وعلى كل حال، فإن المعمول به هو أن اللقاءات بين الأحزاب السياسية تتم في حال الرغبة في المزيد من تنسيق المواقف في ظل وجود توافق واتفاق، كما في حال الرغبة في البحث عن إمكانية الانفتاح في ظل وجود خصومة سياسية». وفي الوقت الذي اكتفى صلاح الوديع، الناطق الرسمي باسم «البام»، في حديثه إلى الجريدة، بالقول: «لا أنفي ولا أؤكد» طلب قياديين استقلاليين عقد لقاء مع حزبه للتهدئة وتجاوز مرحلة التوتر، اعتبر رشيد أفيلال، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، أن «البام» هو «المتضرر الأول» من الصراع الدائر بين الحزبين، وأن من مصلحته تهدئة الأوضاع وإعادة النظر في سياسته تجاه حزب الاستقلال»، مشيرا في تصريح ل«المساء» إلى أن«سياسة ضرب الأحزاب السياسية والنقابات ورموزها سيحدث فراغا ستستفيد منه أطراف معادية للديمقراطية». في سياق آخر، ينتظر أن يحسم المكتب الوطني ل«البام» خلال اجتماعه بعد غد الأربعاء في المنهجية التي اقترحتها اللجنة الوطنية للانتخابات في تدبير شؤون الحزب مستقبلا، بعد أن كانت قد قدمت الأسبوع الماضي أمام أعضاء المكتب عرضا بخصوص اجتماعها بفاس يومي 21 و22 يناير الماضي لتدبير مرحلة ما بعد الإعلان عن حل أجهزته الجهوية، وتبعات «التمرد» التنظيمي الذي قاده جزء من أعضاء الحزب بجهة فاس بولمان، ضد القيادة الجهوية، وأدى إلى طرد كل المتمردين من الحزب بقرار أصدره المكتب الوطني، كان في مقدمتهم النائبان البرلمانيان امحمد أزلماض وعبد الحميد المرنيسي.