فاجأ كل من الشيخ بيد الله، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، والطاهر شاكر، عضو المكتب الوطني للحزب نفسه، مئات الحاضرين للقاء التواصلي، الذي نظم بمراكش مساء أول أمس السبت، عندما توعد الأخير حكومة عبد الإله بنكيران باستعمال «قفازات الملاكمة» لممارسة المعارضة، بحضور رئيس الفريق البرلماني، عبد اللطيف وهبي. كما أن كلمة الشيخ بيد الله، الأمين العام للحزب، خلال اللقاء التواصلي، الذي نظمته الأمانة الجهوية لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة مراكش تانسيفت الحوز تحت شعار «خيارنا معارضة بناءة لتفعيل الدستور والحرص على التميز الديمقراطي الحداثي»، لم تخل بدورها من الرسائل القوية، حيث في سياق حديثه عن الملفات الكبرى التي «سيتأبطها» الفريق البرلماني لحزب «التراكتور»، قال بيد الله إن الحزب سيقنن صندوق المقاصة، الذي قال إن الأغنياء هم من يستفيدون منه، وتعود فيه نسبة كبيرة إليهم، وهم الذين يستهلكون كوكاكولا و«بيمو»، إضافة إلى ملف العطالة، وإصلاح القضاء، ومحاربة الفساد والرشوة. وقد أوضح الشيخ بيد الله أن الحزب سيقف في أفق المؤتمر الاستثنائي، الذي سينعقد في شهر فبراير المقبل، على تشكيل «أذرع» للمعارضة في الشارع، بعد أن قال إن أوساطا تكالبت على الحزب بأسلحة مختلفة، و«امتطت تيار 20 فبراير». وأكد بيد الله أن حزب الأصالة والمعاصرة خرج بعد الاستحقاقات الانتخابية الماضية، بميلاد جديد، وفريق برلماني «يضرب له ألف حساب»، لكن في المقابل اعترف المسؤول المذكور بوجود بعض الاختلالات والمشاكل، التي يتخبط فيها الحزب، مشيرا في هذا الصدد إلى هشاشة التنظيم الحزبي في أغلب المناطق، ونقص التواصل، وغياب أذرع للمعارضة في الشارع. اعترافات بيد الله لم تقف عند هذا الحد، بل امتدت إلى إقرار أن الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية استطاعت «تذويب» التحالف المشكل من ثمانية أحزاب، والمعروف ب«الجي 8»، إضافة إلى «تفتيت» ما يعرف ب«الكتلة الديمقراطية»، المشكلّة من حزب الاستقلال وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية. أما موضوع خروج حزب الأصالة والمعاصرة إلى المعارضة، فقد أخذ حصة الأسد في تدخلات قادة الحزب الذي أسسه فؤاد عالي الهمة، وفي هذا الصدد قال الأمين العام للحزب إن «معارضتنا ستكون مواطنة، جادة، مسؤولة. سنجعل القضايا المصيرية فوق كل شيء، وسندافع عن دولتنا». من جانبه، انتقد حكيم بنشماش، عضو المكتب الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، تعيين امرأة واحدة في الحكومة الجديدة، معتبرا أن هذا الأمر «أرجعنا إلى الوراء في تطبيق الدستور». وقال بنشماس، الذي تحدث بحضور كل من إلياس العمري، ومحمد الشيخ بيد الله، وصلاح الوديع، والحبيب بلكوش، وخديجة الكور، وميلودة حازب، وعزيز بنعزوز، وعبد اللطيف وهبي، والطاهر شاكر، إنه «لما قررنا ترشيح خمس نساء ينتمين لحزب الأصالة والمعاصرة كنا قد توقعنا أننا قطعنا نصف الطريق». كما انتقد الطاهر شاكر، القيادي في حزب «البام»، الخطوة التي أقدم عليها بعض وزراء حزب العدالة والتنمية، عندما رفعوا راتب عاملات التنظيف بالوزارة من 800 درهم إلى 1800 درهم، واستغنوا عن سيارات الدولة، معتبرا ذلك تمييزا، وإصلاحات شكلية، مؤكدا أن الحزب الحاكم يجب أن يطبق برنامجه الذي وعد به، وإلا «عليهم يحطو السوارت ويخويو». وقد فتح غياب البرلمانية فاطمة الزهراء المنصوري، عمدة مراكش، «كثرة القيل والقال» حول أسباب تخلفها عن الحضور، بينما فتحت كلمة أحمد التويزي، الأمين الجهوي، الذي عوض حميد نرجس، بابا من التأويلات والتساؤلات، عندما هنأ في كلمته مؤسس الحزب فؤاد عالي الهمة على منصبه الجديد كمستشار للملك محمد السادس، في حين لم يشر بأدنى إشارة إلى سلفه حميد نرجس، الذي كان يشغل مهمة الأمين الجهوي للحزب بجهة مراكش تاتنسيفت الحوز، قبل أن يقدّم استقالته.