قالت وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، في تقرير الظرفية الخاص بشهر يناير الجاري، إن المُعدل التراكمي للتساقطات المطرية في نهاية شهر دجنبر الماضي، ضمن الموسم الفلاحي 2019-2020، بلغ حوالي 124,5 ميليمتر مُقابل 199,5 ميليمتر نهاية سنة 2018. ويُمثل هذا الرقم، حسب مُديرية الدراسات والتوقعات بوزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، انخفاضاً بنسبة 37,6 في المائة مقارنة بالموسم الفلاحي السابق و13,6 في المائة مقارنة مع المعدل المسجل في السنوات الخمس الماضية. وذكرت المديرية أن "هذا العجز المُسجل في تساقط الأمطار في بداية الموسم الحالي همَّ غالبية جهات المملكة وهو ما أدى إلى نسبة ملء للسدود المُخصصة للاستعمال الفلاحي في حدود 47,6 في المائة مقابل 60,02 في المائة قبل سنة". واستند التقرير إلى مُعطيات المركز الملكي للاستشعار البعدي الفضائي ليكشف أن الغطاء النباتي تميز في نهاية السنة الماضية بمستوى متوسط إلى ضعيف في غالبية المناطق الفلاحية في المغرب، باستثناء جهة طنجةتطوانالحسيمة والرباط سلاالقنيطرة التي عرفت تحسناً خلال شهر دجنبر المنصرم. وذكرت مديرية الدراسات والتوقعات المالية أن "المقارنة بين الموسمين الفلاحيين الحالي والماضي يُظهر وضعاً مشابهاً بشكل عام مع تسجيل انخفاض طفيف في ثلاث جهات، وهي بني ملالخنيفرة ومراكش آسفي وسوس ماسة". وعلى الرغم من ضُعف التساقطات المطرية خلال السنة الماضية، حقق القطاع الفلاحي والصناعات الغذائية رقم معاملات في التصدير بلغ 54,9 مليار درهم إلى نهاية الشهر الحادي عشر بنسبة تحسن ناهزت 3,8 في المائة. وغابت الأمطار عن مُختلف جهات المغرب لمدة طالت أكثر من أشهر، أي منذ دجنبر المنصرم، وعادت إلى الهطول خلال الأسبوع الجاري بنسب متفاوتة، لكن مع ذلك لا يزال التوجس ينال من الفلاحين من تكرار سنة فلاحية ضعيفة. وتعرف عدد من جهات المغرب، خصوصاً المرتفعات والسهول الداخلية، طقساً بارداً حيث وصلت معدلات الحرارة الدنيا إلى ناقص عشر، كما استقبلت عدد من السلاسل الجبلية تساقطات ثلجية مهمة على مدار الأيام الماضية. ولا تزال الفلاحة في المغرب مرتبطةً بنسبة مُهمة بالتساقطات المطرية، وحين تقل الأمطار خلال موسم فلاحي ما يتضرر سُكان القرى الذين لا زالوا يُشكلون حوالي 40 في المائة من الساكنة المغربية، وبالتالي التأثير على الاقتصاد الوطني ككل.