تعد التساقطات المطرية الهامة التي شهدها إقليمالخميسات خلال الشهور الأخيرة بموسم فلاحي جيد، إذ مكنت الظروف المناخية المناسبة من نمو الزراعات، خاصة بالنسبة للأشجار المثمرة والزراعات الربيعية، وكذا ارتفاع مخزون الفرشة المائية. وتبشر التساقطات المطرية التي عرفتها مختلف مناطق الإقليم أواخر يناير الماضي وفبراير الجاري، والتي بلغت 549 ملم، أي بارتفاع بنسبة 30 في المائة مقارنة مع الموسم السابق، بتحقيق موسم فلاحي جيد ومحصول وفير يعززان القيمة المضافة الفلاحية لهذه المنطقة. وفي هذا السياق، أكد العربي الشعوبي، رئيس جمعية "الفلاح المعاصر" بحد البراشوة دائرة الرماني (إقليمالخميسات)، أن الموسم الفلاحي الحالي جيد بكل المقاييس سواء على مستوى الزراعات أو الفواكه، وحتى على مستوى تربية الماشية، بفضل التساقطات المطرية الهامة والمنتظمة طيلة السنة. واعتبر الشعوبي، في تصريح صحافي، أنه بالرغم من ظهور بعض الأمراض الفطرية في القطاني، وخاصة العدس بسبب كثرة التساقطات، فإن الأمر يتعلق بحالة معزولة لا يمكن أن تشكل نقطة تحول في المستوى الجيد للموسم الفلاحي. من جهته، قال محمد أوعزى، أحد الفلاحين بالإقليم، إن التساقطات المطرية المنتظمة التي شهدها الإقليم في الشهور الأخيرة، كان لها تأثير جد إيجابي على مختلف الزراعات، سواء الخريفية أو الربيعية، علاوة على تحسن في الغطاء النباتي والفرشة المائية والمخزون المائي في السدود ومناسيب المياه الجوفية واقتصاد مياه الري". وأضاف، في تصريح مماثل، أن الغطاء النباتي عرف نموا هائلا وتنوعا خصبا يستفيد منه قطيع المواشي، ما سيؤدي إلى زيادة في إنتاج الحليب ومشتقاته، ووفرة العرض من اللحوم بمختلف أنواعها، مما يبشر بموسم فلاحي جيد. وفي هذا الصدد، أفاد تقرير للمديرية الإقليمية للفلاحة بالخميسات، بأن الموسم الفلاحي 2017-2018، بإقليمالخميسات يمر في ظروف جيدة وفي مستوى التطلعات بالرغم من تأخر تهاطل الأمطار خلال بداية الموسم الفلاحي الحالي والذي أدى إلى تأخر عملية البذر من طرف الفلاحين. مضيفا أن الموسم الفلاحي الحالي عرف تساقطات مطرية هامة، ابتداء من نهاية شهر نونبر وبداية شهر دجنبر الماضي، جعل الفلاحين يتداركون التأخير المسجل ويقومون بأشغال البذر وخدمة الأرض في أحسن الظروف، مما كان له أثر جد إيجابي على المحاصيل الزراعية، خصوصا منها الزراعات الخريفية والأشجار المثمرة والمراعي التي توجد في حالة جيدة. وأضاف التقرير أنه تم خلال هذا الموسم الفلاحي، توزيع 37 ألف و542 قنطار من البذور المختارة، كما بلغت المساحة المزروعة 168 ألف هكتار من الحبوب و11 ألف و600 هكتار من القطاني و33 ألف و800 قنطار من الزراعات الكلئية، مشيرا إلى أنه كان من نتائج هذا الموسم الفلاحي، تحسن ملموس بمعدل إنتاجية زراعة الحبوب بلغ 20 في المائة مقارنة مع الموسم الماضي، ما أدى إلى تحقيق إنتاج من الحبوب يقدر ب 4.200.000 قنطار بزيادة حوالي 4 في المائة مقارنة مع إنتاج الحبوب خلال الموسم الفلاحي الماضي رغم نقص المساحة المزروعة. وفي ما يتعلق بالمساعدات والتحفيزات الفلاحية المقدمة للفلاحين في إطار صندوق التنمية الفلاحية الذي يشكل أداة أساسية لتطبيق السياسة الحكومية في القطاع الفلاحي ورافعة للاستثمار الذي من شأنه المساهمة في إعطاء دفعة قوية للاقتصاد الوطني بشكل عام وتحسين مداخيل الفلاحين، أكد التقرير أنه تم ايلاء أهمية خاصة لمعالجة ملفات الدعم بهدف تشجيع الاستثمار الفلاحي. وسجلت المديرية أنه تمت لحد اليوم معالجة نحو 366 طلب دعم، وقد بلغت قيمة المساعدات المالية الممنوحة 25.7 مليون درهم مما مكن من تعبئة استثمار خاص بالمجال الفلاحي بلغ 70 مليون درهم. وأبرزت المديرية الإقليمية للفلاحة بالخميسات أنها اتخذت، بتنسيق مع جميع الشركاء مجموعة من التدابير من أجل انطلاقة الموسم الفلاحي الحالي في ظروف جيدة، حيث عملت المديرية بتنسيق مع الشركة الوطنية لتسويق البذور "سوناكوس" على توفير حصة جد مهمة من البذور المختارة تناهز 100 ألف قنطار. كما فتحت، بتنسيق مع مصالح المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، 12 مركزا لبيع البذور المختارة والأسمدة، غطت معظم مناطق الإقليم. وترمي هذه التدابير، حسب المدير الإقليمي للفلاحة، يونس صبار، إلى إنعاش الاستثمار في القطاع الفلاحي وتحقيق تنمية ذات قيمة مضافة عالية وإنتاجية مرتفعة من أجل تحسين تنافسية القطاع. وقد تم توزيع أزيد من 33150 قنطار من البذور المختارة و19813 قنطار من الأسمدة عبر مختلف مراكز التوزيع، كما همت أشغال خدمة الأرض 222000 هكتار. يذكر أن إقليمالخميسات يزخر بمؤهلات هامة تجعله من أهم المناطق الفلاحية بالمملكة، حيث تعتبر الفلاحة موردا اقتصاديا رئيسيا بالإقليم بالنسبة لغالبية السكان الذين يعيشون بالعالم القروي ويقدر عددهم ب542 ألف و25 نسمة حسب إحصاء 2014. كما يتوفر الإقليم على موارد فلاحية كبيرة ومتنوعة تشمل الأراضي الصالحة للزراعة والتي تتميز بتربتها الغنية، فضلا عن انتشار زراعات أخرى كالحبوب والقطاني والخضراوات، وكذا تربية المواشي. وتقدر مساحة الأراضي الصالحة للزراعة بالإقليم بحوالي 778.350 هكتار، وتتوزع على الأراضي الصالحة للزراعة (حوالي 372.651 هكتار) بنسبة 48 في المائة، والغابات (حوالي 267.820) بنسبة 34,41 في المائة، والأراضي غير الصالحة للزراعة وتقدر مساحتها بحوالي 137.879 هكتارا بنسبة 17,71 في المائة.