يتميز الموسم الفلاحي الحالي بارتفاع ملموس في نسبة ملء السدود مكن من تدارك تأخر الأمطار في بداية الموسم، مما بات ينبئ بموسم فلاحي أكبر من المتوسط، فقد تجاوز حجم المياه المخزنة، بفضل التساقطات المطرية التي شهدتها مختلف مناطق المغرب منذ منتصف يناير الماضي، 14 مليار متر مكعب، حسب آخر معطيات كتابة الدولة المكلفة بالماء. وتشير البيانات التي حملها تقرير للظرفية نشرته وزارة الاقتصاد والمالية، إلى أن معدل ملء السدود قد قارب 90 بالمائة في أواخر شهر يناير الماضي، مقارنة بمعدل 67.3 بالمائة المسجل في نفس الفترة من سنة 2009، واعتبر التقرير، أن حجم التساقطات المطرية الأخيرة سيسهم في تحسين التوقعات بشأن موسم فلاحي حسن خلال هذا العام. وكانت الوزارة قد توقعت حصيلة فلاحية في حدود 70 مليون قنطار من الحبور برسم ميزانية 2010. وذكر التقرير بأن الموسم الفلاحي المنصرم قد شهد حصيلة استثنائية بلغت 102 مليون قنطار من الحبوب، حسب آخر التقديرات، أي ضعف حصيلة الموسم الذي سبقه، وهو ما ساهم في رفع معدل النمو الاقتصادي إلى 5.3 بالمائة في نهاية 2009. وشملت الحصيلة الفلاحية للسنة الماضية أيضا على حصة هامة من الخضروات، من ضمنها 178 ألف قنطار من الجلبانة مقارنة بمحصول لم يتجاوز 54.6 ألف قنطار في الموسم الذي سبقه. وارتفعت حصيلة الموسم الماضي من البواكر إلى 1.9 مليون طن بزيادة نسبتها 12 في المائة مقارنة بالموسم الفلاحي السابق، كما عرف إنتاج الحوامض في الفترة نفسها زيادة بمعدل 10 بالمائة ليصل قرابة 1.4 مليون طن. ولتقوية حظوظ الموسم الفلاحي الحالي فقد وضعت وزارة الفلاحة والصيد البحري برنامج عمل لدعم الفلاحين يتكون من 3 محاور، تتضمن تحسين سلسلة الإنتاج عبر دعم في مجال اقتناء البدور بمقدار 150 درهم للقنطار بالنسبة للقمح الطري و135 درهم للقمح الصلب وترشيد أنظمة السقي سعيا إلى اقتصاد 60 مليون متر مكعب من المياه المستعملة في الري وأخيرا تكثيف الاستثمار الفلاحي.