حفاوة إسرائيلية بالملك محمد السادس على خلفية استكمال أشغال ترميم الصرح الروحاني والتاريخي "بيت الذاكرة"، بوصفه فضاءً ثقافيا مخصصاً لحفظ الذاكرة اليهودية المغربية وتثمينها. وتداولت وسائل الإعلام الإسرائيلية زيارة العاهل المغربي إلى هذا الفضاء الثقافي، الذي يقدم ويشرح جميع مراحل حياة اليهود بالصويرة، منذ الميلاد إلى الوفاة، بكثير من الإشادة، لافتة إلى الدور المناط بالأسرة الملكية في تكريس التعايش المشترك. رؤوفين ريفلين، رئيس الدولة الإسرائيلية، أعرب عن فرحته الكبيرة بافتتاح المركب الثقافي اليهودي بمدينة الصويرة، قائلا: "بمشاعر من الفرح والغبطة، تابعنا مراسيم افتتاح متحف تراث يهود المغرب في مدينة الصّويرة، وذلك بحضور جلالة الملك محمد السّادس". الرئيس الإسرائيلي، في تغريدة له بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، توجه بالشكر لملك البلاد نظرا ل "حرصه على الحفاظ على روابط الألفة والوُدّ مع أبناء الطّائفة اليهوديّة، وذلك اقتداءً بنهج آبائكم، ولاهتمامكم كذلك بتعزيز الحياة المشتركة بين المسلمين، النّصارى واليهود". وقام الملك محمد السادس، الأسبوع الجاري، بزيارة إلى "بيت الذاكرة" بالمدينة العتيقة للصويرة، وهو فضاء تاريخي روحي فريد من نوعه بجنوب البحر الأبيض المتوسط وفي العالم الإسلامي. ويحتضن هذا الصرح الروحي والتراثي، بعد أشغال ترميمه، كنيس "صلاة عطية" ودار الذاكرة والتاريخ "بيت الذاكرة"، و"المركز الدولي للبحث حاييم وسيليا الزعفراني" حول تاريخ العلاقات بين اليهودية والإسلام. ويعد بيت الذاكرة، الذي يجعل من كنيس "صلاة عطية" مركز جاذبيته، مكانا للذاكرة يروي بواسطة المعروضات والنصوص، والصورة والشريط، تلك الملحمة الفريدة للديانة اليهودية بمدينة الصويرة وموروثاتها. ويحكي الفضاء الروحي تاريخ الإرث اليهودي انطلاقا من طقوس تقديم الشاي، مرورا بفن الشعر اليهودي، ثم صياغة الذهب والفضة، والطرز، وخياطة القفطان، فالفنون الثقافية، والأدب، والعادات الصويرية بالكنيس، وصولا إلى المحلات التجارية الكبرى التي شكلت إشعاع موكادور في القرنين 18 و19. ويعتبر بيت الذاكرة أيضا فضاء بيداغوجيا بفضل "المركز الدولي للبحث حاييم وسيليا الزعفراني" حول تاريخ العلاقات بين اليهودية والإسلام، الذي يشكل فضاء لتبادل المعارف بين الباحثين من مختلف الآفاق، وفضاء للتشارك ومقاومة فقدان الذاكرة.