ساعات من "الجحيم" قضَاها مغاربة، ليلة أمس الجمعة، في معبر سبتةالمحتلة، بعدما وَجدُوا أنفسهم "محتجزين" لأكثر من 7 ساعات، بسبب ما اعتبروه "بطء إجراءات الجمارك المغربية للتأشير على خروج السّيارات والشّاحنات الصّغيرة الآتية من الثّغر المحتل والمتوجّهة إلى التّراب المغربي". ولم يتحرّك طابور السّيارات المغربية، الذي كان ينتظرُ التّأشير بالخروج من التراب المحتل، إلا في حدود ساعات متأخرة من صباح اليوم السّبت؛ وهو ما أدّى إلى اندلاع احتجاجات في صفوفِ المغاربة الذين ظلّوا مرابطين تحت الظّلام وبرودة الأجواء، قبل أن يُقرّر الإفراج عن "سرب" السّيارات الذي كانَ يَنتظرُ قرار الجمارك المغربية بالتّحرك. وسادت أجواء التّوتر وسطَ المواطنين المغاربة القادمين من الثّغر المحتلّ عقب قرار الجمارك المغربية سدّ النوافذ التي تؤدي إلى التّراب المغربي أمام المهرّبين، الذين كانوا من بينِ العالقين، حيث باتوا يستعملون السّيارات لتهريب المنتجات الإسبانية. أما المواطنون الذين ولجوا إلى سبتة من أجل الاستجمام فقد وجدوا أنفسهم محتجزين لساعات. ووصفَ عدد من المواطنين المغاربة الوضع في معبر سبتةالمحتلة ب"الميؤوس"؛ فلا الجمارك المغربية قدّمت شروحات للمواطنين عن أسباب الازدحام ومنع المواطنين من العبور إلى التّراب المغربي، ولا الجانب الإسباني قدّم توضيحات، بينما تحرّكت عناصر من الصليب الأحمر في المنطقة لتقديم الإسعافات الأولية للحالات التي تتطّلب رعاية مستعجلة". وقال أحد المواطنين: "إنه وضع يائس وتسبّب في انفجار الأعصاب بين الحاضرين الذين لم يعد بمقدورهم الوقوف". وردّد آخر: "نريد حلا عاجلاً. نحن لا نمارس التّهريب فلماذا يتم منعنا من العبور إلى التراب المغربي؟". وأرجعت مصادر سبب عرقلة حركة السّير في المعبر الحدودي إلى بطء إجراءات الجمارك المغربية التي تقوم بتسجيل كل سيارة، وهذا يبطئ تنقّل العربات والشّاحنات الصغيرة"، مبرزة أنّه "لم يتم التّخطيط لأيّ بديلٍ يسرع عملية تنقل السّيارات إلى الضفة الأخرى كما أنه لا توجد بنى تحتية، ولا حتى خدمات عامة بحيث يمكن استخدامها من قبل الكثير من المواطنين". وقبل ثلاثة أيّام، اضطر المئات من المواطنين المغاربة لاقتحام المعبر الحدودي باب سبتة من أجل الخروج إلى الحيز المنتمي إلى إقليمتطوان؛ بعد ساعات من الانتظار. وقد لجأ عدد كبير من المواطنين، وأغلبهم نساء، إلى استعمال ممر السيارات من أجل الخروج من ثغر سبتة، بعدما قامت السلطات الأمنية الإسبانية بإغلاق معبر الراجلين لوقت طويل. وقد استنفر الوضع عناصر الأمن الإسبانية والمغربية، حيث وجدت نفسها أمام أمواج مد بشري يصعب توقيفها من أجل المراقبة، خصوصا أن أغلبهم من ممتهني التهريب. ووفق مصادر من عين المكان، لم يتسبب التدافع الكبير على طول المعبر الحدودي في أي إصابات أو خسائر.