دعا البشير بنبركة، نجل المناضل اليساري الذي لم يعرف له أثر بعد 55 سنة من اختطافه، إلى كشف ملابسات هذا "الاختطاف" وتحديد جميع المسؤوليات، سواء كانت على عاتق الدولة أم على عاتق الأفراد. وأكد البشير، في اللقاء الذي نظمته، مساء الجمعة بالدار البيضاء، لجنة وطنية تضم عدة هيئات حقوقية وسياسية ومدنية، والذي عرف حضورا وازنا لقياديين من مختلف الهيئات، أن العقبة الأساسية أمام الكشف عن واقعة اختطاف المهدي بنبركة تكمن في التستر على مصالح الدولتين المغربية والفرنسية. وأشار البشير، في كلمة قدمها باسم عائلته، في المهرجان الوطني الذي اختارت له اللجنة اسم "2020 سنة الشهيد بنبركة"، إلى أن هناك اشتغالا على هذه القضية، خصوصا أن هناك شهودا ما زالوا على قيد الحياة، مضيفا أن الأرشيفات التي يمكنها أن تقدم الأجوبة لا تزال بأيدي المخابرات المغربية والفرنسية. وبعد حديثه عن كون السلطات القضائية المغربية ترفض التعاون مع قاضي التحقيق الفرنسي، أوضح البشير أن "هناك عراقيل أمام سير العدالة، ذلك أن الدولتين تواصلان حماية المنفذين لهذه الجريمة الشنعاء". من جهتها، قالت فاطمة الزهراء تابي، عضو اللجنة الوطنية، في كلمة لها نيابة عن باقي أعضاء اللجنة، "إذا كانت المطالبة بإجلاء الحقيقة في ملف الشهيد المهدي تشكل همّ كل المهووسين بضرورة رفع التستر عن الجريمة الشنعاء، فإن أوان الكشف عن الحقيقة قد حان بعد طول انتظار". وأكدت تابي أن مسؤولية "الدولتين الفرنسية والمغربية قائمة، وعليهما رفع السرية عن الوثائق، والكشف عن حقيقة الاختطاف والاغتيال". وبعد حديثها عن نضالات المهدي بنبركة من أجل الاستقلال والحريّة والعدالة الاجتماعية، قالت تابي: "نحن اليوم في أمس الحاجة الى إحياء الذاكرة، ذاكرة الوطن، ذاكرة النضال التحرري العالمي وذاكرة الإنسانية جمعاء". وأوضحت اللجنة الوطنية أن "الشهيد المهدي يشكل في ذاكرتنا الجماعية وذاكرة كل القوى التحررية عنوانا للوفاء والالتزام للمشروع الفكري الديمقراطي، وهي القيم التي نحتاج تمثلها وترجمتها ونحن نستحضر سمات اللحظة التاريخية"، مشيرة إلى أن استحضار المهدي بنبركة هو "استحضار لفكر زعيم ديمقراطي وطني كبير شكل بناء دولة ديمقراطية حديثة جوهر نضاله وفكره". وأضافت "إذ نستحضر هذا، نعتبر أن الحاجة ماسة لاستحضار فكره ومشروعه السياسي في أبعاده الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وهو المشروع الذي تقاسمه معه العشرات من المغاربة وأدى ثمنه عدد من المناضلين". وقررت عدد من الهيئات السياسية والنقابية والجمعوية والتنظيمات الشبابية اختيار سنة 2020 "سنة الشهيد المهدي بنبركة"، تحت شعار "من أجل الحقيقة، الذاكرة والفكر". ويتوقع أن تنضم هيئات سياسية ونقابية إلى الموقعين عريضة المطالبة بكشف مصير بنبركة الذي اختفى منذ ما يزيد عن خمسين عاما. وأعلن معهد "المهدي بنبركة - الذاكرة الحية"، الذي يوجد مقره بباريس، إنشاء ائتلاف يضم عدداً من الجمعيات والأحزاب، يكون غرضه تخليد الذكرى المئوية لميلاد بنبركة. وأوضح المعهد، في بلاغ توصلت به هسبريس، أن "سنة 2020 توافق الذكرى المئوية لميلاد بنبركة والذكرى 55 لاختفائه"، مشيراً إلى أنها "مناسبة لإلقاء نظرة على حياته وإرثه السياسي، فهو مُفكر ورجل عمل خاض معركة من أجل مجتمع يكون فيه الرجال والنساء أحراراً ومتساوين".