تميزت الذكرى الخمسون لاختطاف واغتيال المهدي بنبركة أمام مقهى ليب بباريس، بالحضور الكثيف للجمعيات الحقوقية والسياسية والجمعيات، سواء الفرنسية أو المغربية والمناضلين الذي غطوا كل جنبات هذه الساحة التي وضعت بها مدينة باريس لوحة تذكارية بمكان الاختطاف.وذكر البشير بنبركة في هذا اليوم بضرورة رفع سر الدول المتورطة في هذه الجريمة الذي يحول دون قيام العدالة بواجبها، والبحث عن الحقيقة، مؤكدا على ضرورة عدم تحول الوقت الذي يمر على هذه القضية الى نسيان. الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كان حاضرا بقوة لإحياء ذكرى اختطاف واختفاء المهدي بنبركة احد مؤسسي الحركة الاتحادية، وذلك من مناضليه في الهجرة، حيث حضر الكاتب الإقليمي لفرنسا، وفرع باريس للاتحاد الاشتراكي بباريس، وفرع الاتحاد بضواحي باريس وكذلك الشبيبة الاتحادية بباريس، كما تميز اللقاء بحضور مناضلي الاتحاد الاشتراكي ببلجيكا من خلال الكاتب الإقليمي وممثلي الكتابة الإقليمية. البشير بنبركة نجل الشهيد، ذكر باختيار 29 أكتوبر من طرف الجمعيات الحقوقية بالمغرب كيوم للمختفين، وهو نوع من الاحتفاء بالمهدي بنبركة، وهو يوم من أجل دعم العائلات التي تناضل من اجل معرفة الحقيقة حول اقربائها وأحيانا فإن عائلات المختطفين لوحدها تناضل ضد النسيان في حقها المشروع من أجل الحقيقة والعدالة، معتبرا هذا التجمع بمناسبة ذكرى اختطاف المهدي بنبركة هو من أجل كل عائلات المختطفين الذين يعتبر هذا التجمع تجمعهم وبهذا المناسبة حيى البشير عائلة المانوزي وعائلة وزان. الحاجة خديجة الشاو والدة المختطف الحسين المانوزي الذي اختطف واختفى منذ 43 سنة، كانت حاضرة كذلك بهذه الوقفة بباريس من أجل المطالبة بالحقيقة رغم سنها المتقدم وحالتها الصحية. البشير بنبركة باسم العائلة حيى على الخصوص نقابة «سنيس» التي كانت دائما تدعم هذا اليوم من اجل الذاكرة والعدالة، ومدينة بباريس وممثليها وكذلك ليلى شهيد السفيرة السابقة التي كانت حاضرة بهذا المناسبة، وكل الأحزاب والنقابات والجمعيات على تضامنها وحضورها الى ذكرى الشهيد المهدي بنبركة. كما اخذ بهذه المناسبة الكلمة لوي جواني رئيس اللجنة من أجل الحقيقة حول اختطاف واختفاء المهدي بنبركة. هذه اللجنة التي تمت إعادة احيائها في يناير 2015. هذا القاضي ذكر أنه كان متدربا بمحكمة باريس عندما تم اختطاف واختفاء المهدي بنبركة، وأضاف إن «الصراع ضد الاختفاء هو صراع ضد النسيان ،النسيان في هذه ألقضية منظم من طرف الدولة» ، مضيفا أن الحضور هو النسيان.» «من أجل الذاكرة والعدالة بالنسبة للبشير بنبركة في كلمته باسم العائلة، اعتبر أنه «مند 50 سنة، التقت المصالح التي أدت الى اختطاف واختفاء المهدي بنبركة وبرزت من خلال كل اشكال العرقلة الممكنة باسم سر ومصلحة الدول أو مصالح الدول، والتي تورطت مصالحها بطريقة أو بأخرى في هذه الجريمة.» وأضاف أمام الحضور» القرار السياسي بوضع حد للأنشطة النضالية للمهدي بنبركة « بطريقة غير مقبولة» ( كما هو مكتوب في تقرير المخابرات الفرنسية) تم على أعلى مستوى في الدولة المغربية. ولم تكن المرة الأولى التي كان فيها المهدي هدفا للنظام المغربي ومخابراته: عدة محاولات مباشرة للاغتيال، تهديدات متعددة وحكم الإعدام. وكما في المحاولات السابقة، فإن تنفيذ القرار تم إسناده الى الذين أبرزوا مقدراتهم في قمع الشعب المغربي، في معركته من أجل الديموقراطية، العدالة والتقدم: وزير الداخلية (أوفقير) الامن الوطني(دليمي)وكاب 1 (العشعاشي، ميلود تونسي...). «ووجدوا شركاء لهم في المصالح السرية الفرنسية والمجرمين وحتى البعض داخل الشرطة الفرنسية. والفخ كان هو استدراج المهدي الى باريس، وهو كان يعتقد ان السلطات الفرنسية لن تسمح بعمل إجرامي من طرف مصالح النظام المغربي فوق ترابها. لهذا فانه رافق الشرطيين الفرنسيين دون أن يحتاط منهما.» «وتم طلب مساعدة لوجيستيكية من الموساد الإسرائيلي والذي استجاب لذلك بشكل إيجابي.وبشكل لا يقبل الجدل فان الاستخبارات الامريكية تابعت هذه الاستعدادات بنظرة الرضى بل وبشكل حيوي للمهدي بنبركة رئيس اللجنة الإعدادية لمؤتمر القارات الثلاث، الذي كان من المتوقع ان يعقد بهافانا، ممثلو الشعب الافريقي،الاسيوي وأمريكا اللاتينية من اجل تنظيم التضامن الفعلي بين شعوب هذه القارات الثلاث.» وفي الأخير قال البشير بنبركة ان لائحة لتوقيع سوف يتم نشرها باسم لجنة من « أجل الحقيقة حول اختطاف واختفاء المهدي بنبركة،» داعيا الى التوقيع عليها بكثافة ، وكذا الدولة المغربية الى القيام و السماح للقضاء بتفتيش» ب بي اف 3» وتشجيع كل المعنيين بالأمر على الشهادة في هذه القضية. كما دعا فرنسا الى رفع سر الدولة على كل الوثائق السرية، وكذلك إسرائيل ودول أخرى.وكذلك الولاياتالمتحدة التي لها أرشيف من الاف الصفحات لدى مخابراتها.» يقول البشير بنبركة. كما دعا الى» المشاركة في مختلف التظاهرات التي تقام بفرنسا بمناسبة الذكرى الخمسين للمهدي بنبركة، والتي تصبو الى كشف الحقيقة حول اختطافه واختفائه وكذلك حول فكره والتزاماته، حيث كان زعيما للقارات الثلاث وتنظيم التضامن بين شعوب إفريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية.» وفي الأخير قامت زوجة المهدي بنبركة غيثة بنبركة والعائلة والمرافقون بوضع إكليل من الزهور أمام اللوحة التذكارية التي وضعتأ مقهى ليب بشارع سان جيرمان والتي تشهد على مكان الاختطاف والاختفاء.