قال المقرئ الإدريسي أبو زيد المفكر الإسلامي والنائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، إن المفروض اليوم في حركة التوحيد والإصلاح التي ينتمي إليها أن تجلس في لقاءات لتنتج أوراقا مدققة بخبراء يجمعون بين الخبرة النظرية والعملية، لتجيب على سؤال كيف تدعم حزب العدالة والتنمية في هذه المحطة التي تولى فيها تسيير الحكومة، موضحا في حديث مطول مع موقع "هسبريس" أن الأحزاب التي تنتقل من المعارضة والثورية والطهرانية إلى ما أسماه فخّ السلطة ومُنزلق المسؤولية، سرعان ما تواجه خطر فقدان البريق ومراكمة الغضب وخيبة الأمل ضدها. وحدد أبو زيد الدور الذي يجب أن تلعبه "التوحيد والإصلاح" خلال هذه المرحلة في أن ترتدّ إلى المواقع الخلفية لقواعدها وجمهورها للاستماع من خلالهم لنبض الشارع وللاستماع لتطلعات المواطنين، وتسعى إلى أن تكون أذن الإصغاء الواعية المدققة والمُجَمعة لكل انتظارات المواطنين وشكاواهم وتظلماتهم وملاحظاتهم قبل أن تكبر زاوية الانفراج ما بين الحزب وجمهوره الذي صوت عليه. واعتبر المفكر الإسلامي المذكور أن المغرب ليس دولة ديموقراطية حقا، وأن دستور فاتح يوليوز 2011 ليس دستورا كاملا من الزاوية الحقوقية والديموقراطية، وإنما أطلق شيئا من الحريات والصلاحيات وما زال يقيد أغلبيتها في يد واحدة، ولذلك يقول أبو زيد ستجد حكومة عبد الإله بنكيران نفسها تعمل في ظل هامش ضيق ما بيت ضغطين وصفهما بالشديدين، وهما ضغط النظام الذي سيحُد في اعتقاد المتحدث توجهات الحكومة، وضغط الجماهير الذي "تعلو فيه انتظارات وأحلام المظلومين الذين انتظروا 60 عاما لتحقيق شيء من آمالهم"، وأمام هذين الضغطين يضيف أبو زيد سيكون هامش المناورة عند حزب العدالة والتنمية ضيقا وسيجعل إمكاناته محدودة، مبرزا أن موقع "التوحيد والإصلاح" هو أن تسدّد "العدالة والتنمية" في هذا الهامش دون الاصطدام لا مع النظام ولا مع آمال الجماهير. وشدد الإدريسي في حديثه للموقع على أنه لا يتوقع نجاحا باهرا لتجربة العدالة والتنمية في تسيير الحكومة، شارحا أن حزبه يرث تركة ثقيلة ويرث مغربا معطوبا بالإضافة إلى الأزمة التي يعرفها الوضع الدولي اقتصاديا واجتماعيا، لذلك "لا أتصور أن الحكومة ستقدم الشيء الكثير"، لكنها بالمقابل يقول أبو زيد تستطيع أن تفعل أشياء مهمة، بأن تُفرِغ ما بوسعها ولا تتعلل بالإكراهات والحيثيات وتسعى لتفجر بنوع من الجرأة والإبداع والاستباق حلول ولو صغيرة ورمزية أمام الشعب ليرى من خلالها الأمل، موجها النداء إلى الحكومة لتحاور الشعب عبر كل الوسائل ومنها الفايسبوك واليوتوب، وتطرح عليه مشاكلها ومشاريعها وتُسمعه صوتها، وتدخل معه في علاقة تفاعلية. وفي السياق ذاته وجّه القيادي في التوحيد والإصلاح المشار إليه، "نصائح" إلى بنكيران، بأن يبدأ يومه دائما بالاستيقاظ باكرا، ويمارس الرياضة، ويصبر على المواطنين، ويحسن الاستماع إليهم "أكثر مما يحسن الكلام"، ويُعطي من وقته كل شهر للإفطار مع عائلة من العمق في الريف كما يفعل رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان، يسترسل أبو زيد في نصائحه لبنكيران، مقترحا عليه أن يبدع في التواصل مع المواطنين بطرق جديدة لم يعهدوها في من وصفهم المتحدث ب"المكرفطين الذين عهدناهم في دول العالم الثالث الفاشل"، مُقدرا أن المواطن بهكذا تواصل "سيتفهم مشاكلنا وسوف يتفهم إخفاقاتنا وعجزنا وسوف يقدر أننا نحاول أن نصل إليه". وأشار المقرئ الإدريسي في ختام حديثه ل"هسبريس" إلى أن الخط الأحمر الذي يجب أن تضعه حكومة بنكيران هو ألا يرى عليها المواطنون ما قال عنه قلامة ظفر من الفساد، أو الامتيازات الشخصية والعائلية.